منذ مدة أتحفتنا قناة النيل الأزرق بلقاء مع شاعرنا الكبير «صلاح أحمد محمد صالح». فسعدت أيما سعادة وأنا أرى هذه القامة يُفرد لها هذا الحيز وينعم المشاهد بهذه العبقرية، ولمن لا يعرفونه فهو شاعر الروائع ويكفي أن تغنى له العميد أحمد المصطفى ب«أهواك» التي كانت نغمة كل السودان في برنامج ما يطلبه المستمعون في حقبة الخمسينيات وتلاها بأغنية «مات الهوى» التي صدح بها عبقري الألحان «عثمان حسين». ما هزني في هذا اللقاء أنه لقامة تستحق، قدّم لوطنه الكثير ويكفي أنه أول مذيع سوداني في هيئة الإذاعة البريطانية وهو معلم الأستاذ الطيب صالح فن الإذاعة وهو الذي أحب السودان وأنشد له العميد أحمد المصطفى «نحن في السودان نهوى أوطانا» وله العديد من الاسهامات الوطنية الكبرى ومنها نقل خبرته في ال(B.B.C) إلى الإذاعة السودانية في تنظيم البرامج وله القدح المعلى في ترقية العمل الإذاعي بالسودان. وللتاريخ هو مؤسس برنامج «حقيبة الفن» وجاء اسم البرنامج من أن الأسطوانات كانت موضوعة في حقيبة وكانت البرامج تُبث حية حيث لم يكن هنالك تسجيل كما هو الآن وكان يقول لمساعديه في فترات لم يكن فيها بث (جيب أسطوانة من الحقيبة) ومن هنا صارت حقيبة الفن، هذا البرنامج العريق والمفيد والغالي. فشكراً لقناة النيل الأزرق التي أسعدت قاعدة عريضة من السودانيين لينهلوا من معين هذا العبقري ونرجو منهم أن يتحفونا باستضافة الأفذاذ كما يفعل الرائع حسين خوجلي والمتألق دائماً عمر الجزلي، لكم التحية جميعاً ولكل مبدع ومبدعة في بلادي ونحن أشد ما نكون نهماً لننهل من إبداع المبدعين. للعلم لا تربطني أي علاقة بمن ذكرتهم ولكني محب للإبداع ولا أبغي غير الانصاف لمن نسيتهم الذاكرة عمداً أو تجاهلاً. ولكم كل ودي. الطاهر إبراهيم الطاهر «أبوهدى» شندي { تلويح: وتتواصل مشاركات العم «الطاهر» واسهاماته القيمة المليئة بالمعلومات المفيدة حول تاريخ الفن والإعلام السوداني، ونتمنى أن تحرص جميع القنوات الفضائية على تزيين سماواتنا كل مساء بهؤلاء النجوم الذين أعطوا تاريخنا نكهة خاصة ورفعوا اسم السودان عالياً حيثما كانوا، عسانا نستنير من تجاربهم وخبراتهم ونمنحهم بعض التقدير اللازم إذ أننا لن نستطيع أبداً أن نكافئهم كما يجب على ما غمرونا به من إبداع. شكراً جميلاً عمنا «الطاهر».