قبل ساعات من تحول الجغرافيا والديموغرافيا إلى تاريخ بالتوقيع على رقعة بلد قرر هو مصيره أو قرره له آخرون في أن يبقى مستقلاً، تقدم الموقعين على رقعة إعلان فصل الجنوب الأمين العام للأمم المتحدة؛ بان كي مون، والسكرتير العام للدورة (65) للأمم المتحدة جوزيف ديس، ووزير الخارجية الروسي ميخائيل مارغيلوف، وزير العلاقات الدولية والرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، الذي سبقه وفد مقدمة برئاسة وزيرة التعاون بجنوب أفريقيا مايتي ناكونا - ماشابان، ليشهدوا ميلاد الوليدة الجديدة اليوم التاسع من يوليو، وغيرهم من لاعبي البولتيكا من الرؤساء الذين وصلوا لجوبا، حتى إسرائيل أكدت أنها ستعترف بجنوب السودان كدولة مستقلة في الأسابيع المقبلة، وأنها تخطط لإعلان الاعتراف الفوري عقب قيام الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي بذلك، وكشفت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة؛ سوزان رايس، عن أنه يتم حالياً اتخاذ الإجراءات الفنية لاستثناء جنوب السودان من العقوبات الأمريكية المفروضة على الخرطوم منذ 1993، وهو ما قد يفتح الباب أمام مزيد من المساعدة الاقتصادية. وأشارت رايس - التي سترأس الوفد الأمريكي إلى احتفالات الجنوب - إلى أن أمريكا تتوقع مزيداً من الخطوات الملموسة من الخرطوم من أجل رفعها من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وستستضيف واشنطن في سبتمبر القادم مؤتمراً دولياً لتنسيق مشاريع التنمية العامة والخاصة لأحدث دولة في أفريقيا، التي تأمل بتنويع اقتصادها المعتمد على النفط ليشمل مجالات أخرى بما في ذلك الزراعة، وتعهدت الولاياتالمتحدة في 2010 بمعونات قيمتها حوالي (300) مليون دولار لجنوب السودان. وها هو بان كي مون ينحت في جدران تاريخ ومستقبل المجتمع الدولي بوصفه أميناً عام للأمم المتحدة اسم دولة الجنوب بإعلانه أن جمهورية جنوب السودان ستنضم إلى مجتمع الدول. وستكون عاصمتها، جوبا، قبلة لعدد من الشخصيات الأجنبية ليشهدوا اللحظة التي يرفع فيها البلد الجديد علمه، وينصب سلفاكير ميارديت أول رئيس له. وقبل أن يغادر كي مون إلى التوقيع على نهاية المهمة ومشاركة إعلان الجنوب دولته بث رسالته بأن هدف الأممالمتحدة فعل أكثر من مجرد الاحتفال بهذا اليوم المشهود، وأن الهدف تسليط الضوء على التزام المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب شعب جنوب السودان في سعيه لبناء دولة مستقرة وقوية ومزدهرة في نهاية المطاف.