تعلن اليوم في مدينة جوبا، ميلاد جمهورية السودان الجنوبي، الدولة الجديدة في الأممالمتحدة، التي ستحمل رقم 193، حيث تعلن استقلالها من السودان، وسط حضور عالمي كبير، يتقدمه الرئيس السوداني عمر البشير، حيث اعترفت بلاده بالدولة الجديدة أمس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وزعماء 31 دولة أفريقية، وعدد كبير من كبار المسؤولين الدوليين، بينما تمثل الولاياتالمتحدة، سفيرتها لدى الأممالمتحدة سوزان رايس. وأكد المسؤولون الجنوبيون أن البشير سيكون «ضيف الشرف الرئيسي» خلال الاحتفالات. ووزعت السلطات السودانية آلاف الأعلام لرفعها اليوم بالخرطوم في المدارس والأماكن العامة، وقررت تنظيم مواكب تدافع عن العلم الذي سيتم إنزاله اليوم من فوق سارية الجنوب كأول حدث تاريخي تشهده البلاد المضطربة منذ حقب طويلة، بينما تعيش العاصمة هدوءا حذرا واستعدادا أمنيا مكثفا بعد أن دعت منظمات مجتمع مدني للحداد على انفصال الجنوب. ويعيش السودانيون اليوم مشاعر مضطربة، وتناقضات كبيرة بسبب أكبر حدث يشهده السودان منذ استقلاله قبل 55 عاما، وتعيش الخرطوموجوبا كعاصمتين للشمال والجنوب أجواء مختلفة بما في ذلك الطقس الجوي، الذي يتفاوت بين أمطار المدينة الاستوائية وانخفاض درجة حرارتها وارتفاع حرارة العاصمة الكبيرة وجفاف بائن. كذلك تبدو جوبا في أبهى زينتها بعد أن اتشحت بالأعلام، واللافتات والمسيرات الشعبية، ووصول عدد غير مسبوق من الرؤساء الأفارقة، ووصل، أمس، الرئيس الإريتري اسياس أفورقي كأول رئيس يصل، بينما يتوقع وصول رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي، والأوغندي يوري موسفيني، والكيني مواي كيباكي، والجنوب أفريقي جاكوب زوما، ولم تؤكد مصادر «الشرق الأوسط» تفاصيل أخرى حول هوية الرؤساء المشاركين، ويتوقع مشاركة 31 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 30 وفد رسمي يتقدمهم وزراء خارجية. وبالفعل وصل نائب رئيس وزراء مصر يحيى الجمل، يرافقه وزراء الخارجية محمد العرابي، ووزير الكهرباء الدكتور حسن يونس، ووزير خارجية بريطانيا ويليام هيغ. كما ينتظر مشاركة الرئيس عمر البشير الذي سيقدم خطابا يعلن عبره اعتراف حكومته باستقلال الجنوب رسميا، وسيكون الاعتراف السوداني هو الأول ليتبعه الاعتراف المصري، الذي سيعلن تحويل القنصلية إلى سفارة. ويبدأ الاحتفال بعزف النشيد الوطني للسودان القديم (الموحد)، وعروض عسكرية وكلمة للرئيس البشير وأخرى لرئيس الجنوب سلفا كير ورفع علم الدولة الجديدة. بعدها يتم إنزال العلم القديم، ليرفع علم الدولة الجديدة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن البشير سيقوم برفع العلم فوق سفارة السودان في جوبا كأول سفارة أجنبية في السودان الجنوبي. وعلى المستوى السياسي وصل رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، الذي أم المسلمين في صلاة الجمعة «الأخيرة» بمسجد جوبا العتيق. وعبر المهدي عن أنه جاء بقلب مثقل بالتناقضات لفشل السودانيين في إدارة التنوع. وأضاف: «قدمنا إلى الجنوب للمرة الثالثة منذ اتفاقية السلام، تلبية لدعوة من حكومة الجنوب للمشاركة في إعلان دولة جنوب السودان التي نتمنى لها النجاح في حكم يوفر الأمن، والعدل، والحرية، والسلام.. لأهلنا في الجنوب». وعبر المهدي عن رفضه لقيام السلطات السودانية بفصل آلاف الجنوبيين من وظائفهم، وتهديدهم بالطرد وانتزاع جنسياتهم السودانية. الشرق الاوسط Dimofinf Player http://www.youtube.com/watch?v=k7JCLYyy6gs