أوقفت شرطة حي النصر بجنوب الخرطوم أربعة من بائعات الأطعمة في اتهامات وجهت إليهن ببيعهن أطعمة فاسدة أدت إلى تسمم (23) طفلاً وكشفت التحقيقات أن المتهمات قمن بجمع فضلات الدجاج من الأندية بمنطقة العمارات بشرق الخرطوم وإعادة طبخها وبيعها للأطفال بقيمة جنيه للطلب وقالت سمية عبدالرحمن وهي فتاة أصيبت بالتسمم مع أربعة من أبناء شقيقها ل(الأهرام اليوم) إنها ذهبت للسوق لشراء طعام ووجدت سيدة تقوم ببيع طعام داخل كيس فيه دجاج وطعمية وجبنة ومخلل وأن الكيس تبلغ قيمته جنيهاً واحداً فقامت بشرائه وإحضاره لمنزلها حيث أعدوا منه وجبة شاركها فيها حتى أبناء الجيران وجميعهم من الأطفال وبعد تناولها بساعة أصيبوا بحالة من القيء والإسهالات فقامت الأسرة بالاتصال بالإسعاف الذي حضر وقام بنقلهم لمستشفى بشائر حيث أدخلوا لعمليات إسعافات نجحت في أن يتجاوزوا مرحلة الخطورة وأضاف إبراهيم أحمد أحد الجيران بأنه فوجئ بأن ابنه متسمم وقد نقل للمستشفى وهرع نحوه ليجده في حالة سيئة موضحاً أن هناك بعض بائعات الأطعمة يقمن بجمع فضلات طعام المناسبات من الأندية والفنادق ويقمن ببيعها (بالكوم) وأن الأطفال يقومون بشرائها لأنهم يجدون فيها أصنافاً مختلفة من الأطعمة، وقالت (نادية) إنها وجدت جيرانها يعدون وجبة وقد تناولتها معهم ولكنها لم تصب بالتسمم لأنها سارعت بمص كمية من الليمون ولكن شقيقتها أصيبت بالآلام الحادة وقد أصيب (9) من الأطفال، وعلمت (الأهرام اليوم) بأن (14) آخرين قد أصيبوا بذات المضاعفات بعد شرائهم ل(كيس الفضلات) وتم إسعافهم للمستشفى وقد سارعت الشرطة فور استقبال المستشفى لحالات التسمم الجماعي للأطفال بإجراء حملات تفتيش على السوق ضبطت من خلالها (5) بائعات يقمن ببيع أطعمة فاسدة داخل أكياس وقد توصلت معاينة الأطعمة إلى أنها بقايا (دجاج) وقد اعترفت المتهمات بأنهن يقمن بجمعها من الأندية التي تقام فيها حفلات الزواج وهي بقايا الأطعمة التي يتركها المدعوون وقد وجهت النيابة للمتهمات اتهامات تحت المادة (82) من القانون الجنائي وتم وضع الطعام معروضات في البلاغ وقد تحركت (الأهرام اليوم) ميدانياً لمستشفى بشائر لمعرفة الحالة الصحية للمصابين وأكد مصدر طبي أن سرعة إسعافهم قد ساعدت في إنقاذهم بالسرعة المطلوبة مشيراً إلى أن (23) قد نقلوا مصابين بالتسمم ومعظمهم أطفال وكلهم دون الرابعة عشرة وكشف أحد التجار بسوق مايو أن بيع مثل تلك الأطعمة ينتشر بأسواق مايو الشعبية وعادةً ما يشتريها الأطفال لرخص سعرها الذي لا يتعدي الجنيه الواحد مما يعرضهم للخطر، وابتسم التاجر عندما سألناه عن صحة البيئة مجيباً بأنهم لا يعرفون مثل تلك المفردات.