سوق «بروس» الواقع جنوبالخرطوم بمنطقة مايو انشيء في العام 96 وجاءت تسميته بسوق «بروس» نسبة لمؤسسه خليل ابراهيم خليل الشهير ببروس. ولكن الملفت والمدهش في هذا السوق ممارسة بيع بقايا فضلات الأطعمة والمأكولات، التي يتم جلبها من بيوت المناسبات من قبل بعض «النسوة»، بجانب عرض السلع الغذائية منتهية الصلاحية، أو شارفت على الانتهاء، إضافة لعرض الفاكهة التالفة التي يجلبها بعض البائعين من السوق المحلي والمركزي بالخرطوم بأسعار زهيدة، وبيعها حسب ظروف مواطني المنطقة «قدر ظروفك»، الذين تضيق بهم الحياة المعيشية في ظل الظروف الاقتصادية والغلاء الطاحن. «آخر لحظة» التقت بعدد من البائعات والبائعين، الذين تحدثوا بكل جرأة ووضوح عن الأسباب والدوافع التي أجبرتهم على ممارسة هذه المهنة، وتأكيداتهم لحالات التسمم التي حدثت مؤخراً جراء هذه الممارسات. وتحدثت «م.ع» قائلة إنها متخصصة في بيع اللحمة، والبيتزا، والجبنة، والطعمية.. مشيرة لقيامها بشرائها في أكياس سعر الكيس الواحد في حدود 50-60 جنيهاً، حيث تقوم ببيعها بالكوم ما بين «2- 3» جنيهات من أجل تربية أبنائها. أما «م.م.أ» قالت إنها تعمل في بيع فضلات الأطعمة بالسوق منذ فترة، مشيرة لشرائها من بيوت المناسبات، موضحة أن سعر كوم اللحمة المحمرة أو الدجاج في حدود «1-2» جنيه، مراعاة للظروف وأضافت أن غالبية النساء اللائي يمارسن هذه المهنة لديهن ظروف قاهرة، فهناك الأرملة والمطلقة، ولكلٍ ظروفها الخاصة التي دفعتها لذلك. وأردفت قائلة إن المأكولات التي نبيعها تكون حسب جودتها «الغالي بغلاتو والرخيص برخصتو»، ولكن الأفضل للمواطن أو الزبون أن تكون بسعر مخفض.فيما طالب عدد من المواطنين بمحاربة هذه الظاهرة، قائلين بأنها تشكل خطورة على صحة الإنسان، متسائلين عن دور السلطات الصحية ورقابة الأطعمة.. بينما قال البعض رغم ما تشكله من خطورة إلا أنها ساهمت وساعدت بصورة كبيرة في توفير وجبة دسمة ومتكاملة، في ظل معاناتهم وظروفهم الاقتصادية قائلين: «من أين لنا تذوق مثل هذه الأصناف لولا هذه الطريقة». وأكد عدد من العاملين بالسوق أن غالبية السلع الموجودة بالسوق منتهية الصلاحية، أو شارفت على الانتهاء من حلويات، مكرونة، شعيرية، أرز وغيرها.. بجانب بعض المشروبات الغازية مشيرين لبيعها باسعار زهيدة بالرغم من أن الإقبال عليها كبير.. وزادوا قائلين: إن السوق أيضاً يبيع الفواكه التالفة بعد أن يتم جمعها من السوق المركزي. من جهتهم قال بعض التجار إن الحالة الاقتصادية لمواطني الحي دفعتهم لشراء هذه السلع، موضحين أن الإقبال عليها كبير خلال ساعات، مقارنة ببضاعتهم، ذاكرين أن سعر الأرز المنتهي الصلاحية «25» جنيهاً، بينما يقوم بشراء الجديد في حدود ال«90» جنيهاً، مما جعل سلعنا «بائرة» لعدم تمييز الزبون ما بين الصالح والطالح. وذكر عدد من تجار الفواكه بأنهم يقومون بشراء الفواكه التالفة من السوق المركزي بالخرطوم، من برتقال، وجوافة، وقريب فروت، بعد فرز تجار الجملة للجيد منها، وقيامهم بعمل دلالة للبضاعة التالفة ونقوم بشرائها في حدود «20-30» جنيهاً للكوم، ونبيعها في السوق بسعر واحد جنيه للكوم.وتحدث مؤسس السوق «بروس» قائلاً: يحتوي السوق على جميع السلع الغذائية، وغيرها من الاحتياجات، وأن مرتاديه أكثر من «3» آلاف مواطن في اليوم الواحد، من كل أطراف العاصمة، نسبة لانخفاض أسعار السلع، وأضاف إلا أن هناك بعض ضعاف النفوس يقومون ببيع بقايا وفضلات المأكولات من بيوت الأعراس والمناسبات والنوادي يبيعونها بأسعار زهيدة ذاكراً أن الطلب الواحد يتراوح ما بين «1-3» جنيهات حسب نوعيته.ويؤكد على حدوث بعض حالات التسمم بسبب تناول هذه الأطعمة، وأشتكى من الغياب التام لسلطات النفايات بجانب انعدام عمليات الرش، وطالب وزارة التخطيط العمراني ولجنة السوق بالمحلية، بالمحافظة على السوق بعدم ترحيله وتثبيته قرب موقعه الحالي على بعد «20» متراً شرق وغرب المدارس.