اختار شيخ علي «منصة الهلالية» ليقول كلاماً هو الأكثر جرأة في الفترة الأخيرة، والهلالية منصة الأدب والتاريخ والبطولات، تستحق أن تكون منصة «لرجل الجمهورية الثانية»، وكنا إذا احتدم وطيس الأحداث نحتمي بخطابات «شيخ علي»، ونحن ندخل بامتياز إلى مرحلة ما بعد عصر نيفاشا ونحتاج إلى مثل هذه الأحاديث الجريئة، وغداً نلقاك يا أيتها الجمهورية الثانية، فيا خوف فؤادي من غد، كما ينشد شاعر الهلالية الهادي آدم. ومرة ثانية، لماذا الهلالية؟ لأن «جوادها بسك سبعمئة»، كما خلدها التراث القومي.. «سمعنا خبراً في الهلالية....» ونحن في شهر بدر الكبرى، إن يكن منكم مئة صابرون ومحتسبون يغلبون مئتين، وألف يغلبون ألفين، هكذا تختلط أوراق الهلالية مع أوراق الجمهورية الثانية في شهر «بدر الكبرى»، وفتح مكة، لكن كيف تكون هذه الغلبة، ونستمع للإجابة من شيخ علي على سفح شهر رمضان ومن منصات الهلالية، يقول الرجل «إن كل من يتطاول على المنهج والشعب والرئيس البشير سيواجه بالقطع بالسيف»، موضحاً أن برنامج حكومته في عهد الجمهورية الثانية سيقوم على أحكام مستمدة من الشريعة الإسلامية وأحكامها، وأضاف طه مخاطباً حشداً جماهيرياً في مدينة الهلالية منذ أيام «إن انفصال الجنوب لن ينقصنا إن لم يزدنا إصراراً لنكون أكثر قوة لبناء بلادنا وإعمارها وتوحيد صفوفها»، ودعا المواطنين إلى الالتزام بالشريعة والاستهداء بنور القرآن في شهر القرآن والتعاهد بين الحكومة والمجتمع لبناء دولة العدل والنظم والتشريعات ونصرة قضايا الفقراء والمساكين، وأضاف الأستاذ علي عثمان «إن الزراعة ليست زراعة والصناعة ليست صناعة إن لم تكن رمية في سبيل الله» وقال إن خطة الحكومة للمرحلة القادمة تقوم على التنمية في الزراعة والصناعة. وتكمن قيمة هذه التصريحات والنبرة العالية التي أُخرجت بها إلى أن صاحبها هو الأستاذ علي عثمان، الذي كما لو أن حالته الخطابية تمثل «ثيرمومتر» لقراءة عافية بلادنا، وقديماً قال حسين خوجلي: «يقلقني صمت علي عثمان، ويخيفني أكثر إذا تحدث بصوت عال»، على أن الحالة الطبيعية هي المقاربة ما بين حالتي الصمت ورفع الصوت عالياً، فضلاً عن عوامل الزمان والمكان، فالمكان هو الهلالية بكل ما تعني هذه المدينة التاريخ.. المدينة الأدب، والعبدلاب وما أدراك ما العبدلاب، ثم الزمان.. حيث نقف بامتياز على سفح الجمهورية الثانية. ومن اعترافات الهلالية الباهظة قول شيخ علي إن الزراعة ما كانت زراعة وكذا الصناعة، ويبدو الأمر هنا كما لو أن العقل الباطن لمشروع النهضة الزراعية هو الذي يتحدث، فالزراعة تحتاج، برؤية الجمهورية الثانية، إلى (رمية في سبيل الله)، على طريقة، والله أعلم، تلك الرؤية التي يصورها القرآن الكريم، «أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ. أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ».. وللهلالية والجمهورية عودة أخرى.. تصوموا وتفطروا على خير