اتهم جنوب السودان الخرطوم بمحاولة فرض رسوم مبالغ فيها مقابل استخدام خط أنابيب الشمال وقال إنه قد يغلق الخط في إشارة لتصاعد التوترات مجددا في الوقت الذي يتنازع فيه الجانبان بشأن تقسيم إيرادات النفط. واستحوذ الجنوب على 75 بالمئة من إجمالي إنتاج النفط بالبلاد البالغ 500 ألف برميل يوميا باستقلاله عن الشمال في التاسع من يوليو بمقتضى اتفاق سلام يرجع إلى عام 2005. وقال وكيل وزارة الطاقة والتعدين في جنوب السودان ديفيد لورو جوبك خلال مقابلة مع رويترز أمس الأحد إن «المبلغ الذي تريد الخرطوم منا دفعه مبالغ فيه». وأضاف «إذا أصرت الخرطوم على أننا إما أن ندفع وإلا فلن يسمحوا لنا باستخدام هذه الأشياء فإن جمهورية جنوب السودان... قد تطلب منهم إغلاق خط الأنابيب لأن ذلك ينطوي على تمييز». وقال جوبك إن الجنوب قد يسعى لبدائل أخرى من بينها بناء خط منفصل لأنابيب النفط إذا ما أصر الشمال على رسوم توازي ثلث قيمة صادرات الدولة الوليدة. وأضاف: «لسنا البلد الوحيد الذي يصدر النفط عبر أراضي الدول المجاورة... لماذا علينا أن ندفع (رسوما) مرتفعة للغاية.. إذا اضطررنا فسنقوم بإنشاء خط أنابيب مستقل». وقال جوبك إن شركات من بينها شركات صينية مستعدة لتمويل إنشاء خط أنابيب مستقل في جنوب السودان مضيفا أن مد خط أنابيب إلى كينيا قد يستغرق عامين. وقال جوبك «شركات بعضها صينية ويابانية وكورية ومن دول بالشرق الأوسط مستعدة لتمويل خط الأنابيب حتى لامو». وقال جوبك إن وزارة الطاقة والتعدين وقعت الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم مع شركة النفط الوطنية الصينية (سي.إن.بي.سي) لكنه لم يذكر تفاصيل. ومنح السودان هو الآخر الشركة الصينية مزيدا من حقوق التنقيب. وزار وزير الخارجية الصيني الخرطوم يوم الاثنين في أول زيارة رفيعة المستوى لمسؤول صيني للبلاد منذ استقلال جنوب السودان. وغادر في وقت لاحق لإجراء محادثات في عاصمة الجنوبجوبا.