شهدت العاصمة المصرية أمس حالة من الغليان الشعبي والرسمي إثر العدوان الإسرائيلي على الحدود مع سيناء، وخرج مئات المصريين في مظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي احتجاجاً على هذه الاعتداءات التي راح ضحيتها ضابط وثلاث جنود مصريين، وأصيب فيها أربعة آخرون، إثر نيران طائرة حربية إسرائيلية. وعبّرت مصر الرسمية والشعبية بمختلف توجهاتها عن رفضها القاطع للاعتداءات، مؤكدة أنه لا يمكن لإسرائيل الاستهانة بدماء المصريين وكرامتهم مرة أخرى، كما شهدت جنازة أحد الضحايا في محافظة الدقهلية خروج أكثر من عشرة آلاف مصري منددين بما حدث، ومطالبين بالقصاص. إلى ذلك قررت اللجنة الوزارية الطارئة المكلفة من مجلس الوزراء المصري سحب السفير المصرى من إسرائيل، وقالت فى بيان لها: (إنه لحين موافاتنا بنتائج تحقيقات السلطات الإسرائيلية، واعتذار قياداتها عن تصريحاتهم المتعجلة والمؤسفة تجاه مصر، سيتم سحب السفير المصري من إسرائيل). واستدعت الخارجية المصرية أمس القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة «شالوم كوهين» لإبلاغه احتجاج مصر الشديد علي حادث استشهاد عدد من أبناء الشرطة المصرية وإصابة آخرين بنيران إسرائيلية. ووصل إلى القاهرة أمس السبت شالوم كوهين سفير إسرائيل السابق لدى مصر ومسؤول ملف العلاقات المصرية بالخارجية الإسرائيلية بصحبة السفير الحالي إتسحاق ليفانون لمساعدته في مواجهة تداعيات الوضع بين البلدين . وقال مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية إن إسرائيل ليس لديها نية لإلحاق الأذى بأفراد الأمن المصري، وإنها فتحت تحقيقا في مقتل ضابط وثلاثة مجندين مصريين على الحدود في سيناء برصاص الجيش الإسرائيلي. في غضون ذلك يواصل أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر حصارهم مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة، مرددين هتافات تطالب بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع تل أبيب. وقال وزير الخارجية المصري «محمد كامل عمرو»: إن مصر تتابع بقلق بالغ أنباء التصعيد العسكري الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة وما أسفر عنه من سقوط ضحايا مدنيين أبرياء، مضيفا أن مصر تدين استخدام العنف ضد المدنيين تحت أي ظرف.