«ربنا يعرس ليك الدايرا».. «الله يديك عربية همر».. عبارات أكاد أجزم أنني أسمعها يومياً وأنا أتجول في أنحاء العاصمة القومية.. أطفال لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة، لا دار لهم إلا الشارع.. أو ربما الأكثر خطورة من هؤلاء.. هم من خرجوا من دور أهلهم وامتهنوا التسول. فتيات ترفل من هنّ في أعمارهن.. في النعيم المترف.. ألا يدعو هذا للكراهية والحقد؟ ومن كان له أهل فلا عين ترى ما نقول.. ولا أذن تسمع.. ولا عقل يعي.. ومن لا أهل لهم ولا دار.. تُرى من المسؤول عنهم؟! ٭ نافذة على القلب هذه أم تلملم كبدها المتناثرة على أنحاء الطريق وهم يحاصرون سائقي العربات الملاكي بقطع قماش ربما لم تكفِ لمنحهم الدفء ولم تكف للم بقايا «السلسيون».. فاتجهوا بها نحو الزجاج في انتظار (الخمسميّة)..! ٭ نافذة على الشارع هؤلاء المتكئون على الأرصفة والذين حفظتهم الطرقات قبل أعين المارة.. أي دخل هو هذا الدخل..؟ ترى هل يكفي لسد الرمق ودرء الجوع عن هذه البطون المتسعة حد الفراغ؟! وكم يا ترى من السنين مرّت وكم منها ستمر وهم يمارسون التوكؤ على عصا القهر.. يندرجون تحت مسمى (الشحادين). يحاصرني جداً هذا السؤال الملح: من منهم يحتاج حقاً ومن منهم يدعي الحاجة، وهذا الذي يدعي كم من الأموال يدخر وكم من الأملاك يخبئ؟ هل يدرك هؤلاء حقاً ماذا يحدث أم: «أضان الحامل طرشة». ٭ خلف نافذة مغلقة هدا ترانا بنشحد.. ها النشحدك حبّة سلام أديني، الله يجود عليك بالعافية يا سيد الغرام أنا بشحدك لحظات صدق كان حالي بيها يكون تمام وأنا بوعدك أديكا حق تندسَّ في الجوف العضام وأنا بشحدك.. حبّة سلام..