حطت بي الطائرة الاماراتيه ليلا في مطار دبي في الصالة الجديدة والتي خصصت فقط لطائرة الخطوط الجوية الاماراتيه ذلك المبنى الجميل والذي يضاهي اجمل مطارات العالم جمالا و تصميما وزوقا ونظافة وفخامة واضاءة .. وكأنه صرح ممرد من الروعة والجمال والاتقان يشرح قلبك وصدرك ويثير فيك الغيرة لماذا لايكون مثل هذا في وطني السودان فنحن ليس اقل منهم علما وليس اقل منهم وطنية ولا ارادة ولا غيرة على البلاد وان لم نكن جميعنا فالسواد الاعظم منا يجري في عروقة حب الوطن .. ليس هذا هو المهم .. ولكن المهم كان اليوم الذي حلقت فيه هذه الطائره في سماء دبي كان يوافق اليوم الاول للعيد الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة .. والذي لا اعلم كم يوم قد استمر .. فماذا رأيت ؟ رايت فيما يرى الرائي وليس حلما بل يقظة .. رأيت دبي تغرق في بحار من النور والاضاءة الغير عاديه بألوان العلم الوطني .. تنظر الى العمارات الشاهقة من الجو فتراها مكسية بلون العلم الاماراتي في منظر يستفذ فيك الوطنية ويخفق قلبك اجلالا واحتراما لذلك المنظر المشرف والرائع .. يحرك فيك كل السواكن ولا تستطيع ان تخفي اعجابك وفخرك بأن هناك اناس يقدسون وطنهم ويحتفلون بعيدهم الوطني ولعمري ماذا رايت حينما حطت بي الطائره وانا في طريقي الى الفندق الذي مكثت فيه اربعة ايام .. رايت كل السيارات يرفرف فيها العلم الوطني وكل المحلات التجارية حتى الطواقي التي يلبسونها والشال الذي يلف اعناقهم بها العلم الاماراتي ويحملونه بعد ذلك على الايدي يلوحون به للمارة وحتى الاجانب في كل مكان وفي كل دكان وفي كل مول وفي كل الشوارع والازقة ترى العلم يرفرف هنا وهناك الاطفال والشباب والشيب والمسؤلين والغير مسؤلين كل الناس بلا استثناء اجانب كانوا ام مواطنين الكل يحمل العلم بقصد او بغير قصد كان وطنيا ام وافدا يحاول ان يظهر مشاركته بفرحة اهل البلد في منظر متلاحم متماسك يخبرك عن هيبة الدوله وحب اهلها لها والمقيمين فيها .. ذلك المنظر الذي رافقني طيلة الاربعة ايام لم يفارق ذهني قط ولا عيني وانا اتجول مابين ابوظبي والشارقة ودبي وعجمان .. ماوجدت بناية كبيرة الا واكتست انوارا بلون العلم ماوجدت بيتا او شقة الا ويرفرف العلم بها في كل الطوابق الارضيه او العلويه راكبا كنت ام سائرا ترفرف من حولك الاعلام في المستشفيات في المحلات التجارية في الاسواق في العيادات الخاصة في بصات دبي روعة الالوان للعلم الوطني فخر اهل الامارات العربية وولائهم للعلم تشعر بأن هناك هيبة دولة وانتماء للدولة وحب للدولة صادقين كانوا ام حذرين من السلطة وخاصة الاجانب .. صور الرئيس في كل مكان والاسرة الحاكمة وصور حكام الامارات الاخرى ونوابهم منشره هنا وهناك روعة والله تاخذ الالباب وتثير فيك الغيرة وتحرك فيك الوطنيه اينما وليت وجهك تري الوجود الواضح للدولة ترى الهيبة ترى النظام ترى النظافة تشعر بروعة وقوة الادارة ترى الاشجار في بلد صحراوي ترى الكل يعمل وله غاية يود تحقيقها او حلم اتي من اجله لهذه البلد والكل منظبط والكل منظم والكل مجتهد والكل يحمل علما والكل محتفلا ومحتفيا بعيد الاستقلال .. عيد استقلال السودان يصادف الاول من يناير من كل عام فهل ياترى سننزل اعلام الهلال والمريخ من على بيوتنا ونرفع بدلا عنه علم السودان عاليا يرفرف فوق السارية هل ياترى سنضع جانبا اعلام الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الامه وحركة جيش تحرير السودان وكل الحركات التي اختلقت لنفسها علما تقدسه اكثر من تقديسها للعلم الوطني جانبا نرفع مكانه علما يرمز للسودان الواحد الموحد علما يرمز للكيان وللانتماء وللقداسة وللبلاد يرمز للوحدة وللفداء وللهويه نلتف حوله جمبعنا ونحبه جميعنا ونحترمه جميعنا ..علما يراه ابنائنا معلقا على ابواب بيوتنا فيتعلقون به ويتعلق في قلوبهم ويكون له الولاء والسمع والطاعة ..علما اذا رايته خارج السودان يخفق قلبك وتدمع عيناك شوقا له ولاهله تفداه بنفسك وبدمك وبمالك وبعيالك وبكل عزيز .. هل ياترى سنرى روعة التحام اهل السودان غاطبه مجتمعة في رفع رمزنا الوطني انتماءا له وتبجيلا وعشقا يفوق عشق العاشقين .. فنكتب فيه الشعر ونغني له وننشد بصوت واحد ( انا سوداني انا ) ونضع الاعلام الحزبية جانبا حتى تكتمل الرؤية ويلتحم الشرق مع الغرب والشمال مع الجنوب والكل يحمل العلم ويغني انا سوداني انا هل ياترى يمكن ان نرى عمامة بألوان العلم في ذلك اليوم او الطواقي هل ياترى سنرى احدهم يلبس عراقي او جلابيه بلون العلم .. اين نحن من غيرنا في حبهم لبلادهم .. اين الغيرة على الوطن واين التربية الوطنيه .. اين حصة التربية الوطنية في المدارس لماذا توقفت ونحن في وقت احوج ما نكون له لهذه الحصص والمحاضرات في التربية الوطنيه .. ماذا زرعنا في نفوس اطفالنا ليشبوا على حب بلادهم .. ماذا سقيناهم من الوطنيه وحب الوطن والتضحية وان يكون السودان اولا واخيرا بماذا سلحنا ابنائنا لحب الوطن وماذا ارضعناهم غير الانقسام والاقتتال والعنصريه والجهويه .. اما ان لنا ان نسقيهم حب الوطن ونطعمهم عشق الارض والتراب وهذه مسؤلية كل اب وام و اولا واخير مسؤلية الحكمومة ووزارة التربية والتعليم .. دعونا نغرث في قلوب ابنائنا حب الوطن والغيرة علية .. اتمنى ان ارى العلم السوداني يرفرف في كل بيت في ذلك اليوم وفي كل المرافق الحكوميه والشركات الخاصة في الركشات والحافلات في المساجد والكنائس وفي كل سيارة وفي كل دراجة وفي كل عمود كهرباء مطفي كان ام نائرا في كل بيوت القرى والبوادي والحضر في كل شجرة وقبل ذلك ان يعلق في اعماقنا وفي قلوبنا قبل ان نعلقه على بيوتنا .. دعونا نتفق مرة واحدة ونجتمع هذا العام تحت شعار ( العلم الوطني اولا .. ) وللاوطان في دم كل حر .. يد سلفت ودين مستحق سيف الاقرع – لندن [email protected] SAIF ALAGRAA اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم