اعتبرت المباحثات التي جرت أمس الأول بجوبا بين حكومة الجنوب والجنرال الأمريكي كارتر أف هام قائد قوات الجيش الأمريكي لأفريقيا المعروفة اختصارا ب «أفريكوم»، تمهيدا لبدء خطة أمريكية سرية لبناء قاعدة عسكرية في جنوب السودان تضاف إلى قواعد أخرى في المنطقة بهدف تحقيق إستراتيجية أمريكية تسعى لزيادة النفوذ الأمريكي في أفريقيا في خطوة تُعد في سياق التنافس الأمريكي الصيني في القارة السمراء. وكانت «الأهرام اليوم» قد نشرت في وقت سابق عن مصادر استخبارية أفريقية أن رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت سيقدِّم طلباً للإدارة الأمريكية بإقامة القيادة العسكرية الأمريكية الأفريقية «آفريكوم» في دولة الجنوب وإنشاء القيادة في العاصمة جوبا بناءً على اتفاقيات سابقة بين واشنطنوجوبا، وقالت المصادر في تصريح لمجلة المخابرات الأفريقية التي تصدر عن الاتحاد الأفريقي إن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» تعكف على الرد على الطلب خلال هذه الأيام، وأضافت المجلة أن حكومة الجنوب قدّمت مقترحاً كاملاً بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لإنشاء القاعدة العسكرية. وقبل يومين ناقش الجنرال كارتر مع رئيس حكومة جنوب السودان سيلفاكير في العاصمة جوبا موضوعات أساسية في الشراكة العسكرية بين البلدين، ويعتقد المراقبون أن المقصود من هذه الشراكة بناء قاعدة عسكرية أمريكية في الجنوب تقوم بتقديم الدعم والمساندة والتدريب للجيش الشعبي لجنوب السودان، لكنها في الوقت نفسه تحقق أهدافا إستراتيجية للولايات المتحدة في أفريقيا. وكان تقرير سري ظهر في عدد من المواقع الإلكترونية قبل ثلاثة أعوام عن خطة أمريكا للسيطرة على أفريقيا ورجح أن يكون جنوب السودان نقطة انطلاق عسكرية، وتزعم المعلومات التي استندت إليها الخطة أن الدول الأفريقية خاصة في جنوب الصحراء تستقبل سنويا ما يزيد على الألفي شخص من العناصر «الإرهابية»، وأن هذه العناصر تتوطن للإقامة الدائمة في هذه الدول، وأن أفراد هذه المنظمات يدخلون إلى هذه البلدان بصفتهم رجال أعمال وأنهم بالفعل يديرون مشروعات تجارية صغيرة. وهذه الخطة وفقا لأهدافها ستحقق السيطرة العسكرية والأمنية الأمريكية والتمكن من توجيه ضربات مبكرة لمراكز النشاط المقاوم للجماعات المناضلة وأيضا للنظم التي تعادي المصالح الإستراتيجية الأمريكية التي يطلق عليها حملات تأديب النظم. وضمن المسائل المهمة التي تطرحها الخطة عقد اتفاقات عسكرية جديدة مع مختلف دول العالم، وهذه الاتفاقات سترتب حقوقا جديدة للقوات الأمريكية في أراضي هذه الدول، إلا أن واشنطن تعطي اهتماما خاصا للاتفاقيات العسكرية الجديدة التي تسعى إلى توقيعها مع الدول العربية في شمال أفريقيا، وكذلك الدول الأفريقية التي تقع في جنوب الصحراء.