أبلغت الحكومة أمريكا استعداد السودان لحل مشكلة القوات التابعة ل(الحركة) الموجودة في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق بتجريدها من السلاح، ووضعت لذلك خيارين؛ إما بواسطة حكومة دولة جنوب السودان التي تنتمي إليها القوات أو عن طريق تنفيذ برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج المتعلق بالترتيبات الأمنية، وأعلن وزير الخارجية؛ علي كرتي، خلال لقائه مع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان بريستون لايمان، استعداد السودان لدعم أي مجهود يمكن أن تبذله أمريكا في الإسهام في حل المشكلات القائمة بين السودان والجنوب، وكشف كرتي لليمان عن مشكلة عدم ثقة بين البلدين بسبب ما أسماه الدور الواضح لجنوب السودان في ما يحدث في الشمال سواء باحتضانها لحركات دارفور أو دعم التمرد في جنوب كرفان والنيل الأزرق. وطلبت حكومة الخرطوم من واشنطن الضغط على حكومة الجنوب للجلوس والتفاوض بجدية حول إيجاد حلول مرضية للطرفين بشأن جميع القضايا التي يمكن أن تشكل مصدر قلق، وقال كرتي إن الخرطوم ترحب بأي دور يمكن أن تلعبه أمريكا، وأضاف أن أي مفاوضات لحل المشكلات القائمة لن تكون في جو صحي إذا لم يسبقها وقف العدائيات، واستطرد: إن بناء الثقة يقتضي أن تعلن المجموعات المقاتلة في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق استعدادها لوقف إطلاق النار وأن تدعم جمهورية جنوب السودان القضية. في الأثناء أكدت أمريكا أنها تريد أن تكون من الداعمين للجهود الدبلوماسية التي تسهم في تطبيع العلاقات بين السودان والجنوب لا أن تتعارض جهودها معهم، وأكدت على لسان ليمان في تصريحات نقلها المتحدث الرسمي للخارجية؛ السفير العبيد مروح، للصحفيين أمس (الأربعاء) بأن الحل العسكري لا يحقق نتيجة لأي من الطرفين. ويغادر ليمان إلى جوبا اليوم (الخميس) وبعدها إلى أديس أبابا للقاء ثامبو أمبيكي لبحث القضايا المتعلقة بالنفط والعملة والقضايا العالقة بين (الحركة) و(الوطني). وقال كرتي لليمان: بصراحة إننا نحس بعدم الجدية في التفاوض من قبل حكومة الجنوب. وطالبهم بالضغط عليها.