{ نجوميتهما الساطعة في العديد من المجالات المميزة هي التي جعلتهما دائماً محطاً للأنظار ومثاراً للجدل والأقاويل وعرضة للشائعات. فكانت علاقتهما منذ البداية ملفتة ومختلفة، وظلت سنوات ارتباطهما الطويل الذي تجاوز الإحدى عشرة سنة والحمد لله لا تخلو من حكايا وأقاصيص تنسب إليهما دون أن يكون لها نصيب من الحقيقة. { إنهما حتماً سعادة البروفيسور والشاعر والعالم الجهبز والطبيب الأريب المتخصص في مجال المخ والأعصاب والعاطفة كذلك (د. المعز عمر بخيت) وحرمه المصون الإعلامية المتطورة (جدية عثمان) اللذان كنت كغيري أتابع حكايتهما الحالمة من بعيد، حتى جاد الزمان بأن ألتقي د. المعز أولاً عبر «الأهرام اليوم» لأقف على حدود الإنسان الجميل خفيف الروح بأعماقه، ثم يجود الزمان أكثر فتسنح الظروف بلقاء أجمل مع الجميلة «جدية» عبر «ليالي على النيل» بقناة النيل الأزرق في رمضان، لأجلس إليها وأقترب من أحلامها الكبيرة التي مضت فيها قدماً وأقف على تجربتها الثرة في دول المهجر، حيث تمردت على دور الزوجة العاشقة المدللة الذي أنعم الله به عليها، واختارت التطوير فواصلت دراساتها العليا والتحقت بالعمل في عدة مواقع إعلامية بارزة، آخرها مجموعة ال mbc إلى جانب انتمائها فعلياً إلى ال FPA وهي جهة يحتاج الخوض في تفاصيل مهامها إلى «جدية» شخصياً. { ولأن «جدية» كانت قد عادت إلى السودان في إجازتها الأخيرة بعد حوالي التسع سنوات، فإن نظرتها للناس والحياة أصبحت أكثر حيادية وأصدق بعداً، وهي التي ترى أن يد التغيير قد طالت كل التفاصيل سلباً وإيجاباً، غير أنها أعربت عن سعادتها الكبرى لأنها وجدت حواء السودان قد مضت قدماً في مختلف المجالات، لا سيما الإعلامية منها. وقد حاول هذا الثنائي المدهش الاستمتاع بإجازتهما القصيرة قدر الإمكان عبر التواصل الحميم مع جميع الأصدقاء القدامى والجدد، الشيء الذي منحني فرصة ذهبية للرفقة والمؤانسة الممتعة المفيدة، حيث كنا نتكيء على مرفق النيل لنسمر طويلاً وأنا أنهل من هذا الفيض المحلى من العذوبة والإخلاص والحب، وأعلم أنك لا تشعر بالملل على الإطلاق في حضرتهما وأول ما يتبادر إلى ذهنك من أسئلة ستدور حول تلك الشائعات التي أعلنت مراراً وتكراراً أنهما قد انفصلا أو اختصما الشيء الذي يثير غيظك وحنقك على أولئك المرضى الذين قدروا أن هكذا علاقة يمكن أن تنتهي بكل ما فيها من نبل ووصال. { وعندما سألتهما صراحة عن حقيقة تلك الشائعات كانت إجابتهما ابتسامة لطيفة وعبارات بسيطة عن كونهما اعتادا على الأمر ولم يعد يعنيهما ذلك طالما هما يعيشان في هذا الانسجام والاحترام والتراحم. ولا يفوتني أن أشكر حتماً الصديق العزيز «زهير بانقا» الذي هيأ لنا في إطار مشروعه الحضاري «تسامي الروح» تلك الجلسة الطيبة في حضرة «المعز» و«جديته» الأليفة إلى جانب الإعلامي المتألق «سعد الدين» والصحفية الذكية «رفيدة يس» والفنان «سيد عوض» وآخرين من الأصدقاء الأعزاء الذين منحوا تلك الجلسة أبعادها وكان «مايسترو الحوار» قد استضاف هذا الثنائي في سهرة تاريخية عبر «إذاعة ساهرون» أعجبني فيها جداً تشبيهه البليغ الذي استمده من «قاهرة المعز» ليعلن صراحة أن «جدية» هي «جدية المعز»، الشيء الذي يستحق الاحتفاء في حضرة هذه الإنسانة الشفيفة اللطيفة الطيبة والودودة والتي لم تتغول عليها النجومية ولا اغتال النجاح ولا الغربة براءتها. { فالتحية إذاً لذلك النموذج الرائع، الذي نتمنى من الله أن «يكفيهما شر خلقه» لنبقى على قناعتنا المطلقة بأن «الدنيا لا تزال بخير» وتحية خاصة لصغارهما «عمر، علاء، يارا» أقر الله بهم أعين والديهم وشكراً حميماً لهذه الصداقة الغالية وذلك الصدق الوريف، على أمل أن نلتقي قريباً في «مدائن الفرح». { تلويح: «جيم».. «دال».. «ياء».. «تاء» لا ريب في حروفها.. ولا رياء.. نقية كما الضياء.. ندية كروح ماء.. وعش طائر حنون.. براء.. وداعة.. ونشوة هتون.. من قصيدة «بأي آلاء حسنها تكذبون» د. المعز عمر بخيت