{ ربما يمتزج الاستفهام بالشك حينما تحاول أن تحدد مصدر دخل شركة ما، أو رجل أعمال، أو مسؤول ما، ولكن ما كثُر التساؤل عنه مؤخراً هو التمويل الذي تستند عليه المنظمات المختلفة التي أصبحت تغزو المجتمع في الآونة الأخيرة.. منها ما هو قائم على التبرعات الشخصية، أو العون الخارجي، أو الدعم الحكومي، أو رجال الأعمال. { لا ننكر فضل هذه المنظمات أو بعضها في ترقية المواطن البسيط ودعم الأيتام والأطفال فاقدي السند أو «المهمشين» من فئات المجتمع، ولكن هذا لا ينفي أن البعض أخذ هذه المنظمات «كسلم» يتسلّق عليه لبلوغ شُهرة أو مال أو علاقات عامة مع المسؤولين أو تجوال ما، والأمثلة كثيرة. { من هذه المنظمات ما صمد أمام تيارات الزمن ومنها ما أصبح هشيماً تذروه الرياح «والمحرّش ما بكاتل». { مجموعة من المتطوعين مقرهم منزل أحدهم، يعملون بجهد عظيم، يؤثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، يتكاتفون فيبدعون، ويشهد الشارع قبل المارة، وتشهد الألسن والأعين، أولاد (يقوِّموا الدنيا ويقعِّدوها)، ومنظمة ما، تملك من الأثاث ما يوازي بيوت هؤلاء المتطوعين وتملك ما تملك من الرصيد، والمصدر مجهول طبعاً!، ولا يرى المساكين غير «عجاج كرعين عربات» والله يعلم وأنتم لا تعلمون». { لا بد من حديث عن هذه المنظمة التي تعمل عمل الخير دون علم أحد، حتى يخامرك الشك في كونها مدرجة تحت لائحة المنظمات في السودان، فهي تعمل بجهد دون علم الكثير فكم من النساء زوّجت، وكم من الأيتام كفلت، وكم من الأسر رعت، وكم.. وكم.. وكم..؟ { تحدثت إلى ربان سفينتها فتوقفت برهة والحيرة تغزو فؤادي حينما كرّر لي أن المنظمة تقوم على مجهود ذاتي قلّما يسانده أحد!! فلك التحية د. بهاء الدين عبد الباقي التوم» مدير منظمة «البهاء الخيرية لرعاية الأيتام وتيسير الزواج»، والتحية لكل من مدّ يد العون وساند ضعيفاً، والتحية لك أيها القارئ الحبيب.