رحلة ممتعة خصتنا بها أمانة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بجمهورية الجزائر طفنا خلالها داخل أقدم مدينة تاريخية بالمغرب العربي وزرنا أضرحة شيوخها الأجلاء وأبرزهم سيدي بومدين وللوقوف عند تاريخ هذه المدينة إليكم البعض منه حسب ما سطره المؤرخون: هي مدينة في شمال غرب الجزائر، عاصمة ولاية تلمسان. ثاني مدينة من حيث الأهمية بعد وهران في الجهة الغربية، فخورة بماضيها المجيد والمزدهر، ذات المعالم الأندلسية المتأصلة في المغرب الإسلامي، وصاحبة المواقع الطبيعية الخلابة هي «مدينة الفن والتاريخ» فقد بلغت أرفع مكانة في الجمال والجلال والكمال واستحقت بفضل ذلك كله أن تدعى جوهرة المغرب وغرناطة أفريقيا. تقع المدينة داخل مزارع الكروم والزيتون، كما تشتهر بصناعة الجلود، والزرابي وصناعة المنسوجات. وجعلتها كل هذه التأثيرات تتربع على قمة المناطق السياحية في الجزائر. وهناك عدة آراء حول تسمية تلمسان، من هذه الآراء: { حسب يحيى بو عزيز يتألف اسم تلمسان من كلمتين بربريتين هما «تلم» ومعناها تجمع و»ان» ومعناها (اثنان) لكونها جمعت بين مدينتي تقرارات التي أسسها يوسف بن تاشفين وأغادير التي أسسها أبو قرة اليفريني على أنقاض بوماريا. { أما جورج مارصي فيعتقد أن اسم تلمسان (من البربرية تال ومسان، ومعنى كلمة تال عنده المنبع ومسان بمعنى الجاف لتصبح كلمة تلمسان «المنبع الجاف»). { وقول يقول إنها تحريف صيغة الجمع من تلمسين بكسر وسكون فكسر ومفرده تلماس ومعناه جيب ماء أو منبع فيكون اسم تلمسان بمعنى مدينة الينابيع. { أما ما درج عند العامة بكونها كلمة عربية مركبة من كلمتين تلم -تجمع - وإنسان لتصبح تلمسان «مجمع الناس» رغم أنه لا يوجد لذلك سند علمي أو تاريخي. { ولم تحمل دائما تلمسان هذا الاسم بل كانت تسمى بوماريا وأغادير ثم تقرارات كما كنت بعدة كنى منها الجدار ولؤلؤة المغرب وعروس المتوسط. { وتعاقب على حكمها البربر، الفاندال، الرومان، بنو زناتة، الأدارسة، المرابطون، الموحدون، بنو عبد الواد المرينيون ثم خضعت تلمسان للعثمانيين منذ عام 1555م بعد أن كان قد فتحها القائد العثماني «بابا عروج» الذي استنصر به «أبو زيان» من بني عبد الواد على عمه «أبو حمد الثالث» الذي انتزع منه الحكم. ولم يَدُم حكم الأمير عبد القادر طويلاً لتلمسان، إذ أن الفرنسيين سرعان ما عادوا فاحتلّوا المدينة من جديد وبَنَوا بها مركزاً عسكرياً في حي «المشوار»، واستمرت سيطرتهم عليها حتى عام 1962م باستقلال الجزائر.