حاوره بالجزائر - محمد عبدالله يعقوب سفير جمهورية السودان بالجزائر «مجدي محمد طه»، رجل شكَّلت الدبلوماسية شخصيته، بجانب ابتسامته الدائمة المعبِّرة عن السودان الذي يحمل سفارته الدالة على الشهامة والتسامح والكرم. «الأهرام اليوم» التقته بمنزله بالجزائر العاصمة بعد تلبيتها لدعوة العشاء التي أقامها لوفد السودان المشارك بفعالية تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011م بالجزائر. وبعد أن قدمت الفرقة القومية للآلات الشعبية عروضها الشائقة، بمشاركة المادح خالد محجوب وثنائي الصحوة والمادحين محمد رحمة ومحمد جاد الله والمنشد على صبري وبقية مبدعي البعثة.. وكانت دردشة أجاب فيها السيد السفير عن الأسئلة التلقائية ولسان حاله يردد (يا وطني يا بلد أحبابي في وجودي أريدك وفي غيابي) فماذا قال؟ { كيف هي العلاقات بيننا وجمهورية الجزائر؟ - هي علاقات ممتازة ومتطورة وواعدة بإذن الله، وتشهد تطابقاً في الرؤى والمضامين، وستسفر الأيام القادمات عن فحوى الترابط الأخوي بين الشعبين السوداني والجزائري في عدد من المشروعات المختلفة، ويكفي أن أهل السودان يحبون الجزائر وكل مواطني الجزائر يعشقون السودان وأم درمان. { كيف تقيِّمون مشاركة بعثة وزارة الثقافة السودانية بتظاهرة تلسمان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011م؟ - هذه المشاركة كانت متوقعة وأهل الجزائر كانوا في انتظارها، وقد ظلت تؤكد وزيرة الثقافة الجزائرية السيدة خديجة تومي حرصها على مشاركة السودان بالتحديد ببعثة كبيرة ومقدرة، وذلك لعمق العلائق بين السودان والجزائر رسمياً وشعبياً، ولم يخيِّب السودان ظنها، فجاءت مشاركته عبر أسبوعه بمدينة تلمسان الإسلامية، وكان حقاً عرضاً مشرِّفاً لنا وشهدنا فيه إبداعات الفرقة القومية للآلات الشعبية ومسرح الطفل والمدائح والإنشاد الديني والمعرض التشكيلي الإسلامي ومعرض التصوير الفوتوغرافي ومعرض التراث الشعبي.. وزادتني غبطة شهادات الثناء والإدهاش التي أبلغني إيّاها الرسميون بالجزائر مع مشاهدتي لذات الإدهاش وأنا بالمعارض من المواطن الجزائري. { نخرج بك من السياق ونسأل هل هناك جالية سودانية بالجزائر؟ - الجالية الموجودة والمستقرة بصورة دائمة بالجزائر قليلة جداً ولا تتعدى العشرين فرداً بجانب اثني عشر مهندس بترول يوجدون الآن بجنوب الجزائر ولكنهم متنقلون ولا يقيمون بها بصورة مستمرة. { هذه ليست جالية ولعلها الأقل عالمياً..والسؤال ما هي أسباب ضعف التواجد للجزائريين والسودانيين بالبلدين؟ - أول الأسباب بُعد المسافة الجغرافية بين الجزائر والسودان وثانياً أن الجزائر لم تصنّف ضمن الدول الجاذبة للعمالة الأجنبية كما أن عمالها مهرة ومتقدمون ولا يحتاجون للعمالة الأجنبية في أي شيء. فهم قادرون بما نالوا من علوم تقنية واحتكاك خارجي على إنجاز أصعب المهام وأعقدها في كل مناحي الحياة. { إذن.. هل ترى أن الجزائر قطعت شوطاً بعيداً في التطور التكنولوجي؟ - نعم.. نستطيع أن نقول ذلك خاصة وأن الجزائر تتمتع بإمكانات مالية هائلة مكَّنتها من القفز خطوات بعيدة في مجال التنمية في كافة المجالات. { كيف يُستفاد من كل هذه الإمكانات الجزائرية؟ - بالتعاون الوثيق بين البلدين وبتبادل المنافع خاصة في المجالات التي يتمتع بها البلدان بمزايا نسبية، فالسودان له موارده التي تفيد الجزائر وهي لها خبراتها العلمية والتقنية التي تُسهم في نهضة السودان. { عندما دخلنا الجزائر وجدنا الحياة العامة بها شيء من التوتر حيث التواجد الأمني الكثيف في كل الشوارع، فكيف تتعايشون مع هذا الوضع؟ - هذه نتيجة ظروف طارئة كانت قد مرت بها الجزائر في المدة السابقة ولكن الآن نستطيع أن نقول إنه لا توجد إشكالات أمنية ويمكننا التحرُّك بحرية كاملة داخل كل مدن الجزائر والحواجز الأمنية المنتشرة هدفت منها السلطات الجزائرية ضبط الأمني لا غير، ولكنها لا تشكِّل لنا عائقاً في الحركة وكذلك الحال بالنسبة للمواطنين الجزائريين. { نعود بك إلى السودان ونسأل وأنت كما قال الشاعر الغنائي (في جزر نائية وبلاد ما طل فيها خيال) ماذا تفضِّل في مائدتك الآن؟ - ابتسم في هدوء ثم قال بحماس.. صينية بها كسرة وقراصة وعصيدة و(مِلحات) تقلية ونعيمية وبامية وخضرة مفروكة والأولوية للكسرة. { إذن.. كيف تحصل على الكسرةبالجزائر؟ - حقيقة لا أجدها، ولكن كلما ذهبت إلى السودان أو حضر شخص منه إلينا يأتي لنا ب(العجين). { وملاحك المفضل؟ - الشرموط الأبيض. { ومطربك؟ - أحب العديد من الأغنيات السودانية الخالدة ولكنني استمتع بكل ما يشدو به المطربان الكبيران محمد وردي وعثمان حسين. { وصوت نسائي؟ - عائشة الفلاتية. { السيد السفير شكراً لك؟ - الشكر لصحيفة «الأهرام اليوم» التي قطعت آلاف الأميال لتصل إلينا والتحية لرئيس تحريرها ومحرريها وكل العاملين بها.