اختتم رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أمس الخميس زيارته إلى محلية البطانة بولاية القضارف التي استغرقت يومين افتتح خلالهما عددا من المشروعات الخدمية وشهد فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمخيم البطانة. وحظيت زيارة رئيس الجمهورية للبطانة باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام والرأي العام باعتبار الدلالات السياسية التي حملها خطاب البشير في منطقة الفرش بمحلية البطانة بشأن حسم التمرد وعدم التفاوض مع الخارجين على القانون خارج البلاد. وشكلت مشاركات رئيس الجمهورية في مخيم البطانة السنوي نموذجا جديدا في الديمقراطية الشعبية وذلك من خلال جلوسه المباشر مع مواطنيه في بادية البطانة والتحدث معهم بشكل مباشر والاستماع إلى مطالبهم والاتفاق على حلول لها تجد طريقها للتنفيذ في شكل مشروعات حصاد للمياه وتطعيم الحيوان وتحسين السلالات والاهتمام بالمراعي. وبحسب مستشار رئيس الجمهورية رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير منطقة البطانة الدكتور قطبي المهدي فإن زيارة الرئيس البشير للبطانة تعد أكبر عمل اجتماعي يسهم في رفع قدرات منتجي وملاك الثروة الحيوانية الأمر الذي يمكن السودان من تطوير إنتاجه من صادرات الثروة الحيوانية التي تزخر بها البلاد. ووصف د. قطبي ما تشهده البطانة من عمل ثقافي واجتماعي بأنه نموذج رائد في الديمقراطية الشعبية يجب تكراره في كل مناطق السودان. واستحسن معتمد محلية البطانة الأستاذ محمد أبوعائشة اهتمام الحكومة الاتحادية باستقرار منطقة البطانة وتنميتها وربط إنسانها ببقية أجزاء السودان الأخرى. وقال إن مخيم البطانة سلط الضوء على المنطقة إعلاميا واستفاد منه المواطنون في الخدمات الصحية والتعليمية حيث ارتفع عدد المدارس من خمس مدارس إلى 478 مدرسة والحفائر من أربعة حفائر إلى أكثر من 100 حفير بينما زاد عدد المراكز الصحية وبلغ 15 مركزا صحيا ومستشفيين. وبشأن التحول الذي حدث لمنطقة البطانة خلال الخمس عشرة سنة الماضية يؤكد الدكتور قطبي المهدي أن مدينة السبانج التي كانت قرية صغيرة متخلفة تحولت في وقت وجيز إلى مدينة بها كل المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والاتصالات والبنوك. أما وزير الثروة الحيوانية الدكتور فيصل حسن إبراهيم فقال إن المخيم أحدث نقلة نوعية في مجال المخيمات الرعوية في السودان الأمر الذي يؤكد وقوف الدولة مع قطاع الثروة الحيوانية الذي يعد من ضمن القطاعات التي يقوم عليها البرنامج الثلاثي للاقتصاد السوداني.