قطع الرئيس عمر البشير، عهداً بأن يؤدي صلاة الشكر قريباً في الكرمك، وقال إن الحكومة لن تتعامل بعد الآن بسياسة (عفا الله عما سلف)، وتوعد مالك عقار بالحسم، وقال إنه سيعيش بقية حياته لاجئاً، وسيُلقّن درساً. وتساءل البشير الذي كان يخاطب حشداً جماهيرياً بمحلية البطانة ضمن برنامج المخيم السنوي أمس، عن أسباب تمرد عقار بعد انتفاء ما كانت تراه الحركة الشعبية تهميشاً، وقال: (شخص والٍ وراكب عربية بيرقا يولول وحائز على السلطات والميزانيات والصلاحيات، ما هي أسباب تمرده؟)، وتابع: لكن الطبع يغلب التطبع، و(إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا). وأضاف أن عقار انطبق عليه المثل القائل: (ياباها مملحة وياكلها يابسة). وقال البشير وسط استقبال شعبي حاشد تعالت فيه أصوات الحماس والنحاس، إنه لا تفاوض مرة أخرى. وأضاف: (تاني مافي بروتوكولات ولا اتفاقات ولا خواجات). وتابع: ومن يرغب فإن الباب مفتوح عبر الانتخابات. وزاد: (أي زول يشيل بندقية ويمشي يقعد في أديس وأوروبا وأمريكا تاني مفاوضات مافي). من ناحية أخرى، أكّدَ البشير تقدير الدولة لأهمية الثروة الحيوانية، وقال إن الحكومة وجهت بتوفير التطعيم مجاناً وتوفير المياه والاهتمام بصحة الحيوان إدراكاً منها لأهمية القطاع، وقال إن البطانة هي مخزن الثروة الحيوانية باعتبارها منطقة خالية من الأمراض. ووجّه البشير، وزارة التقانة والجهات ذات الصلة بالبحث العلمي، بإدخال تقنية الأمطار الصناعية تفادياً لأية معوقات تواجه عمليات الزراعة، من خلال توفير المياه عبر برنامج حصاد المياه التابع للنهضة الزراعية للاهتمام بصحة الحيوان. وشن البشير، هجوماً على تبديد المنظمات للأموال باسم تعمير البطانة. وقال: (تاني سرقة باسم السودان مافي). من جانبه، قال كرم الله عباس الشيخ والي القضارف، إن الانقاذ اهتمت منذ تفجرها بمنطقة البطانة، وقال إن المخيم دليل على قيمة الانتاج والمنتجين، وذكر أن الحكومة قدمت أعمالاً تنموية كبيرة تمثلت في المياه والتعليم والصحة، وأن لدى المخيم محاور عدة في مجال الخدمات البيطرية، وأشاد كرم الله بتوجيهات النائب الأول لرئيس الجمهورية، الخاصة بإعفاء المواشي في الولاية من الرسوم الخاصة بالأمصال، وأشار إلى افتتاح فرع بنك التنمية الاجتماعية بالقضارف لتقديم التمويل الأصغر للرعاة، ولفت الى التغيير الاقتصادي الذي تشهده محلية البطانه وتعدد مواردها. وأكد أن القضارف هي الولاية الوحيدة التي جعلت الخدمات البيطرية مجاناً، ونفذت خلال السنوات الماضية مئات الحفائر والسدود، لكنه أشار إلى أن المنطقة مازالت تحتاج إلى المزيد. من ناحيته، أشاد د. فيصل حسن ابراهيم وزير الثروة الحيوانية، بولايتي كسلاوالقضارف، وقال إن هذا القطاع ضمن السلع التي حددها البرنامج الاسعافي لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة. وكان الرئيس البشير وصل إلى ولاية القضارف صباح أمس، ضمن برنامج مخيم البطانة، وطاف فور وصوله المحلية على المعرض والتراث، وافتتح مشروعات تنموية في محلية الصباغ، شملت سوق المواشي وبنك الادخار، إلى جانب منازل حكومية ووحدات تعليمية وحضر ليلة شعرية مساءً، ومن المنتظر أن يعقد لقاءً نوعياً مع قيادات المؤتمر الوطني اليوم قبل أن يعود للخرطوم. من جهته، أوضح محمد أبو عائشة معتمد محلية البطانة، أنه تم خلال هذا العام إنشاء أكثر من (40) حفيراً للمياه، فضلاً عن إنشاء أكثر من (120) فصلاً دراسياً وأربع مدارس ثانوية. ورافق رئيس الجمهورية إلى البطانة د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية والفريق أول ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية ود. قطبي المهدي رئيس هيئة تنمية البطانة ود. فيصل حسن إبراهيم وزير الثروة الحيوانية، وكان في استقبال البشير ووفده واليا كسلاوالقضارف وأعضاء حكومتهما.