كاد عطل مفاجئ بطائرة قادمة من مدينة ملكال إلى الخرطوم، أن يؤدي إلى تحطم الطائرة ومقتل (45) شخصاً كانوا على متنها أمس الأحد، وحلقت الطائرة في الأجواء لأكثر من ساعتين ونصف بسبب عطب أصاب إطاراتها، في حين قامت الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات الوقائية للتقليل من حجم الخسائر حال سقوط الطائرة، لكن قوات الدفاع المدني المتمركزة بمطار الخرطوم نجحت في إخلاء 45 راكباً بسلام أثناء هبوط الطائرة عبر تنفيذ خطة الطوارئ المصممة لتلك الحالات. وشاهدت (الأهرام اليوم) ميدانياً العملية الفنية الباهرة التي نفذت لإنقاذ ركاب الطائرة في مشهد درامي نادر الحدوث على أرض الواقع، ولوحظت البطولة التي أبداها قائد الطائرة ياسر الصفي في الهبوط الاضطراري، وقال عدد من الناجين إنه كان ثابتاً طيلة الرحلة وإن وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين قد أشاد به رغم صغر سنه. وروى قائد الطائرة ل «الأهرام اليوم» تفاصيل اللحظات العصيبة التي بدأت بعد أن تبقت (8) أميال فقط للهبوط بمطار ملكال، وقال إنه حاول إنزال «عجلات» الطائرة لكنه فوجئ بإنذار يفيد بتعطل العجل الشمال، وعندها فكر الكابتن ياسر في العودة مباشرة إلى الخرطوم، لكنه أبلغ إدارة المطار بأن لديه مناورة أخيرة من أجل إنزال «العجل» المتعطل، ولكن المحاولة باءت بالفشل واضطر للتحليق في المجال الجوي بالخرطوم حتى يتم إحراق وقود الطائرة تجنبا لأي حريق حال تصادم الطائرة بالأرض عند هبوطها، ونجح الكابتن ياسر في استخدام «تكنيك» معين للهبوط تفادى به تحطم الجناح الأيسر للطائرة، مشيدا بالتعاون الذي وجده من زملائه بكابينة القيادة وإدارة مطار الخرطوم. وكانت «الأهرام اليوم» قد زارت أسرة كابتن ياسر بمنزلها بالخرطوم، ورصدت أجواء الفرح من والديه بعد سماعهما نبأ هبوط الطائرة بسلام. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الطائرة من طراز (فوكر 50) تابعة لشركة سودانير، وقامت سلطات الطيران المدني بتنفيذ خطة الطوارئ المصممة لتلك الحالات برش مادة الفوم المانعة لحدوث الشرار نتيجة الاحتكاك وتحديد نقطة الهبوط وإخطار الكابتن بمكانها وتوزيع عربات الإطفاء في مواقع محددة للتدخل السريع إذا حدث الاشتعال. تفاصيل (جريمة)