للمدينة دائماً (أمراض) خاصة بها.. تنتشر مع الكثافة السكانية والازدحام وعدم معرفة الناس بعضهم البعض.. ومن السلوكيات السالبة التي تشترك فيها المدن في كل العالم ظاهرة (النشل).. إذ كثيراً ما يُفاجأ مواطن - خاصة من يستقلون المركبات العامة - بأن (محفظته) قد نُشلت.. أو تجد امرأة تصيح وقد امتدت يدٌ في (الزحمة) إلى (شنطتها) لتفقدها بعض مقتنياتها الثمينة.. هذا (النشل) تقوم مكافحته في المقام الأول على المواطن نفسه الذي يجب عليه دائماً الحرص على مقتنياته في الزحام.. فهل ينتبه الناس إلى مقتنياتهم بالدرجة الكافية.. وماذا يقترحون للحد من هذه (الجريمة) المقلقة والمحرجة؟ سؤال وجهته (الأهرام اليوم) إلى عدد من المواطنين وخرجت ببعض الإفادات: { معالجة اجتماعية قال أولاً «منتصر الخير»: وجود نشالين - خاصة من الصغار - أمر يحتاج إلى معالجة من الدولة لإرشادهم وتقويمهم، فربما كانت هناك سلبيات أسرية قادتهم إلى هذا الطريق، ولا يتوقف الأمر على النشل بل ربما يتعداه إلى السرقات الكبيرة. وأضاف منتصر أن التوعية تحد من الظاهرة، وطالب المواطنين بالحرص على مقتنياتهم في الزحام. { المظاهر خداعة وتقول «فاتن خوجلي» إن (النشل) من أخطر أنواع السرقة.. خاصة إذا كان (النشال) شخصاً ذكياً لا يدع لك مجالاً للشك فيه من خلال ارتدائه لملابس نظيفة تجعلك تظن أنه شخص محترم.. لكنه في الحقيقة غير ذلك كما جاء في المثل (المظاهر خداعة).. وأضافت أن احتراف الجانحين للنشل أمر في غاية الخطورة. وعن نفسها قالت «فاتن» إنها تعرَّضت إلى السرقة من قِبل صغار وحكت: «كنت أتسوَّق في أحد الأيام مع اقتراب العيد، فتوقفت بالقرب من أولاد صغار من الذين يقومون ببيع الخردوات، وبدأ أحدهم يقترب نحوي ويتحدث معي، وبعد ذهابهم اكتشفت أنهم قاموا بسرقتي». { تداركوا الصغار وقالت «وفاء عثمان»: معظم الذين يقومون ب (النشل) هم من فئة عمرية صغيرة.. ربما دفعتهم الظروف الاقتصادية لأسرهم إلى ترك الدراسة والجنوح عن طريق (النشل)، وهذا الأمر يجب علاجه، فالنشالون الصغار هم في المستقبل مجرمون كبار..