اعلن المجلس الإنتقالي الليبي أن دفن الرئيس المخلوع معمر القذافي سيتم اليوم السبت في مكان مجهول، فيما كشف أمس الأول الخميس عن تفاصيل جديدة عن اللحظات الأخيرة في حياة العقيد الليبي القذافي مع استمرار تضارب المعلومات حول كيفية مقتله، وتعد مقاطع الفيديو التي التقطها الثوار بكاميراتهم المحمولة، والمتوالية تباعا، المصدر الوحيد لكل وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المتلفزة، وأظهر مقطع فيديو انتشر عبر الشبكات الاجتماعية توسُّل معمر القذافي للثوار بعد قبضهم عليه، طالباً منهم الرحمة: «حرام عليكم ياجماعة.. حرام عليكم.. إنتو ما تعرفوا الحرام؟». وقد أظهر آخر مقطع فيديو بثه ناشطون عبر الإنترنت، صوراً لقميص القذافي ملطخاً بالدماء، إضافة إلى خاتمه الذهبي وقد نحت عليه اسم زوجته صفية فركاش بتاريخ 10 09- - 1970، في إشارة إلى تاريخ عقد قرانهما، بحسب تعليق أحد الثوار. وكشفت لقطات فيديو صورها أحد المارة وسط حشد وبُثت لاحقا على شاشات التلفزة في أنحاء العالم، أن القذافي كان لا يزال حيا عند القبض عليه قرب سرت، وتظهره الصور وهو يترنح جريحا ويلوح بيده أثناء جره من شاحنة بوساطة حشد من المقاتلين الغاضبين، الذين كانوا يوجهون إليه الضربات ويجذبونه من شعره. وروى منصور الضو، آمر الحرس الشعبي الخاص بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ل «العربية»، الساعات الأخيرة التي سبقت مقتل القذافي في مدينة سرت، مؤكداً أن القذافي لم يكن خائفاً ولم يكن مسؤولاً أيضاً عن إدارة العمليات العسكرية، ولكن كان يتولاها نجله المعتصم الذي قتل أيضاً. فيما بثّ فيديو آخر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لنجل القذافي المعتصم بالله قبل وفاته، وقد كان يدخن سيجارة، وبدا المعتصم، الذي كان رهن الاعتقال، بصحة جيدة، وهادئاً، وقد جلس القرفصاء، وطلب منه أحد الثوار أن ينطق الشهادتين. وتأتي هذه المشاهد الموثقة بالفيديو لتدحض فرضية اعتقاله ميتاً، وتؤكد مقتله برصاص الثوار.