دعا مكتب حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، امس، إلى فتح تحقيق كامل في موت الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. وأظهر فيديو، بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لنجل القذافي المعتصم بالله قبل وفاته، وقد كان يدخن سيجارة. وأكدت الحكومة الليبية أن دفن القذافي تأجل بضعة أيام وسط خلافات حول مكان وطريقة دفنه. أصدرت أسرة الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، بياناً دعت فيه الأممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية «أمنستي» إلى الضغط على قادة ليبيا الجدد لتسليم جثث قتلاهم إلى قبيلتهم من أجل دفنهم وفقاً للشعائر الإسلامية، وفقاً لبيان بثته قناة الرأي العراقية المؤيدة للقذافي التي تبث من سوريا. وقال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، روبرت كولفيل، في إفادة صحفية مقتضبة في جنيف: «طريقة موت القذافي غير واضحة... هناك حاجة لبدء تحقيق». وأشار كولفيل إلى صور متفرقة التقطتها هواتف محمولة ، وظهر فيها القذافي مصاباً في أول الأمر، ثم ميتاً وسط مجموعة من المقاتلين المناهضين له بعد إلقاء القبض عليه في مسقط رأسه بمدينة سرت امس الاول. وقال: «بشكل عام الصور مزعجة للغاية». في السياق ذاته، يتواصل الترقب بشأن موعد ومكان دفن جثة القذافي، فقد صرح وزير الإعلام بالانتقالي محمود شمام بأن القرار لم يتخذ بعد بشأن موعد أو موقع دفن العقيد. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري لمصراتة فتحي علي باشا آغا، حيث تم نقل جثتي القذافي وابنه المعتصم، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «مازال ينبغي إجراء تحليل للحمض النووي وهو ما سيستغرق يومين». وأكد مدير مكتب الجزيرة بطرابلس، أن سكانا من مصراتة كانوا قرروا دفن جثة القذافي في البحر، غير أن الشيخ الصادق الغرياني، الذي يحظى بالاحترام في ليبيا، منع ذلك وطالب بدفنه وفقا لمقتضيات الشريعة الإسلامية. وأشار عبد العظيم محمد إلى أن المحكمة الجنائية الدولية طالبت من ناحيتها بعدم دفن القذافي حتى الاطلاع عليها من قبل فريق طبي من المحكمة للتأكد من أنها تخص العقيد بغية إغلاق ملف القضية الخاصة بالقذافي الذي كان مطلوبا للمحكمة برفقة نجله سيف الإسلام ومدير مخابراته عبد الله سنوسي. وأظهر فيديو، بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لنجل القذافي المعتصم بالله قبل وفاته، وقد كان يدخن سيجارة. وبدا المعتصم، الذي كان رهن الاعتقال، بصحة جيدة، وهادئاً، وقد جلس القرفصاء، وطلب منه أحد الثوار أن ينطق الشهادتين. وتأتي هذه المشاهد لتدحض فرضية اعتقاله ميتاً، وتؤكد مقتله برصاص الثوار. الى ذلك، قال المجلس الوطني الانتقالي الليبي امس انه سيعلن «التحرير» الكامل لليبيا عصر غد الاحد. وقال وزير الاعلام بالمجلس الانتقالي محمود شمام لرويترز «سيكون عصر الاحد»، واضاف «سيكون اعلانا عاما.. اعتقد «انه سيكون» في الميدان الرئيسي في بنغازي». وكانت الحكومة الليبية المؤقتة، المتمثلة بالمجلس الوطني الانتقالي، قد قالت إن دفن القذافي سيتأخر بضعة أيام للسماح لمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية التحقق من الجثة الموجودة حالياً في مدينة مصراتة، إذا ما طلبت المحكمة ذلك. على الصعيد نفسه، طالبت الأممالمتحدة والمفوضية السامية الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة أمنستي الجمعة بإجراء تحقيق حول مقتل القذافي، وسط تساؤلات حول اللحظات الأخيرة لحياته. فقد دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة للتحقيق في ظروف مقتل الزعيم المخلوع. وقالت المفوضية: «نحتاج للمزيد من الأدلة من أجل معرفة ما إذا كان القذافي قد قتل خلال المعركة أم بعد اعتقاله،» وأضافت: «هناك تسجيلات فيديو للقذافي يظهر في بعضها على قيد الحياة، ولكنه يعود فيظهر ميتاً في أخرى، وهذا أمر مثير للارتباك.» ونبهت المفوضية إلى وجود عدة سيناريوهات حول الطريقة التي قتل فيها القذافي، ودعت إلى «تحقيق العدالة» في هذا القضية، مضيفة أن حقوق الإنسان يجب أن تشكل حجر الأساس لجميع السياسات المطبقة في «ليبيا الجديدة.»