وسيد الرايحة فتش خشم الأحزاب.. وصرح من بيدهم الحل والعقد أن الحكومة العريضة على مسافة فركة كعب من تشكيلها.. بمعنى آخر: قد حان قطافها.. ولا ندري لماذا تهافت المؤتمر الوطني ليفتش خشم القيادات التقليدية في الأحزاب لتشارك في كعكة السلطة القادمة؟! أليست هناك قيادات من التكنوقراط من ذوي الاختصاص ليصبحوا من ضمن نسيج الحكومة القادمة؟ أليست في هذا الوطن قيادات من المهندسين والأطباء والمحامين والصحفيين وأساتذة الجامعات، يصلحون لتشكيل «الحكومة العريضة»؟ هل (عرض) الحكومة يقاس بمدى مشاركة الأحزاب التقليدية؟ والقيادات التاريخية (والله فعلاً تاريخية!) تتحدث بلسانين، (عربي وأعجمي) مع المؤتمر الوطني ومع جماهيرها. إن تغيير المؤتمر الوطني ل(عرض) حكومته القادمة، نجد أن كل التكهنات تقول إنه سوف يأتي على طريقة (أحمد وحاج أحمد) ويا دار ما دخلك شر!! وسوف يهتف (الهتيفة): بالطول و(بالعرض) حكومتنا الجديدة تهز الأرض.. والشعب لا يريدها (قحة ولا صمة خشم).. وبما أن برلمان الحكومة الحالية أخذت ترتفع فيه الأصوات «المحتجة الناقدة» لسياسات الجهاز التنفيذي، وهي (روح) جديدة فاجأت مواطنينا وإن كان البعض يصفها بأنها روح فجة الموت!! إن البرلمان الحالي يمكن أن يلعب دور (المعارضة) إن نجح بأن يحول «أقواله» إلى أفعال. إن أحزابنا من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها مطالبة بأن تنظر إلى هذا الوطن ليس بحسبانه فقط «كرسي سلطة» ولكنه سودان - حتى (بكيلومتراته الفضلت) - للجميع يجب التعلية فيه من قيمة المواطنة.. وطن (عريض) باقتصاده، و(عريض) بفكره السياسي و(عريض) بصحته و(عريض) بآدابه وفنونه و(عريض) برياضته و(عريض) بأمنه وأمانه..إلخ. من ناحية أخرى فإن المؤتمر الوطني لابد أن (يحس) مَن (جلدهم تخين) فيه إذ أن الزمان ما عاد بزمان (الكنكشة) وما عاد بزمان (الاحتكار). إن الوطن في (مفترق طرق) إما (طريق السلامة) أو (طريق الندامة).. والمسألة ليست من باب التلاعب بالألفاظ والعبارات إنما هي الحقيقة ماثلة أمام الجميع. فليغير المؤتمر الوطني ما بأنفسه من (الأنفس) الأمارة بحريق هذا الوطن وأن (يريعوا) إلى جادة الحق وإلا أصبحوا حسب قول الشاعر الحمري: (آح يا قلبي من جافلة أبت ما تريع)!! ولتغير المعارضة من تهديداتها بالتغيير (بالقوة) أو (بالتحريض الأملس) للشارع.. وهذا أيضاً حريق ليس مأمون العواقب. إن المؤتمر الوطني والكرة الآن في ملعبه (إن ركب رأسه) واختار حكومة (حسب هواه) سوف يتعرض الوطن إلى (تجريف شامل)!! وإن استمر الوضع بأن تأتي (الحكومة العريضة) القادمة وتصبح مؤتمر وطني (باللفة) فلن نغالط الحقيقة إن قيل إن الوطن ربما يتعرض إلى مخططات تفتيت سواء من الداخل أو الخارج. إن القائمين على أمر البلاد مطالبون أكثر من غيرهم بأن يقرأوا ما يدور في الوطن (ببصيرة) وليس (مباصرة) لبناء حكومة أفضل.. الشعب لا يريد (حكومة عريضة) بطريقة القفز على السلطة.. الشعب لا يريد من (يستعير) صوته بالكامل بنفسه ليحقق الانتهازية السياسية. نريدها حكومة لا تقول: (كله تمام يا فندم)!!