اعتبر وزير الخارجية علي كرتي الانتقادات التي تعرض لها من مندوب سوريا في الجامعة العربية حيال موقف السودان من تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بأنها رد فعل سببته الصدمة التي أصابت المندوب السوري من القرار، وقال إن المندوب شتم بعض الدول. وكان مندوب سوريا يوسف أحمد قد اشتبك أيضا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، مستخدما ألفاظا نابية، وكال له السباب والشتائم عقب التصويت على القرار ضد سوريا، كما هاجم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي. ونبه وزير الخارجية إلى أن السودان ما يزال يحفظ لسوريا موقفها تجاه قضية المحكمة الجنائية الدولية وأنه يأمل في أن تتعافى سوريا من أزمتها من أجل دعم قضايا السودان والعرب، وأوضح أن السودان اتخذ موقفه مع بقية الدول العربية لأن الوضع لا يحتمل تأخر العرب في اتخاذ مثل هذا الموقف وأضاف أن السودان لن يشذ في وضع مثل هذا، وترك كرتي أمر سحب سفير السودان من سوريا لقرارات رئيس الجمهورية المشير عمر البشير. وقال هذا قرار سيادي لكن قرار الجامعة العربية أتاح الفرصة للدول العربية لاتخاذ كل دولة القرار بمفردها، وأكد كرتي أن موقف السودان والدول العربية لن يؤدي إلى قطع الصلة مع سوريا أو وضعها في خانة المقاطعة أو المساس بالسيادة السورية، وكشف كرتي في تصريحات بمطار الخرطوم عقب عودته من اجتماع الجامعة العربية بالقاهرة بخصوص تطورات الأوضاع في سوريا، عن أن لقاء اللجنة العربية المكلفة مع الرئيس بشار الأسد لم يكن إيجابياً وأنه اعترض على كثير من النقاط ولم يتجاوب مع مقترحات اللجنة وباءت محاولاتها بالفشل. وأشار إلى حرص السودان على ألا تنزلق الأوضاع نحو التدخل الخارجي والسماح لأطراف خارجية بالتدخل لكون أن سوريا دولة مهمة للسودان، وقال إن السودان الدولة الوحيدة التي أصرت على ألا ينحو القرار داخل الجامعة منحى فتح الباب للتدخل الأجنبي لأننا لا نريد أن تنتهي الأوضاع في سوريا إلى ما انتهت إليه في ليبيا، وأضاف “نأمل أن تستفيد القيادة السورية من الأيام المتبقية”، وقال إن السودان اتخذ قرار التأجيل حتى السادس عشر من الشهر الحالي لتنفيذ قرار التجميد لإعطاء الفرصة للمبادرة للقيادة السورية لتقديم حلول واعتبرها فرصة أمام القيادة السورية للاستفادة من المهلة التي حددتها الجامعة وإبداء القيادة السورية الرغبة في تغيير الأوضاع المتأزمة بإطلاق سراح المعتقلين وإنهاء المظاهر المسلحة والسيطرة على التفلتات ودعا سوريا إلى عدم إضاعة علاقاتها مع الدول العربية، وأشار إلى حرص السودان على بقاء سوريا قوية لا تخضع لمحاولات إسرائيل والدول التي تتربص بها التي تبحث عن طريق لاجتياح سوريا وفتح الأبواب للفوضى واعتبر أن الفرصة متاحة لمقترحات الدول العربية التي تمثل قرارات القادة ولا حاجة لحضور القادة لعقد قمة طارئة.