تراجعت بعثة أمريكا عن اعتراضها ورفضها مشاركة السودان في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي أمس الأول الثلاثاء لمناقشة تقرير بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جمهورية جنوب السودان (يونميس) عن تطورات الوضع في الدولة الجديدة بدعوى أن البند يتعلق بدولة أخرى، وكشفت الحكومة عن طلب تقدمت به بعثة السودان الدائمة للمشاركة في الجلسة، وأكدت وزارة الخارجية السودانية أنه وإثر تحرك البعثة مع رئيس وأعضاء المجلس تمسكت الدول الصديقة بضرورة مشاركة السودان باعتبار أن المداولات ستتطرق إلى التطورات الأخيرة بين الدولتين، ونبهت إلى أن التطورات اضطرت المجلس لعقد جلسة مشاورات مغلقة استمرت لأكثر من ساعة حول المسألة الإجرائية المتعلقة بمشاركة بعثة السودان في الجلسة، وأشارت الخارجية إلى أنه وبالرغم من معارضة الوفد الأمريكي إلا أن العديد من الدول الأخرى والدول الأوروبية وفرنسا والبرتغال أكدت أحقية السودان في المشاركة في الجلسة مما حمل الوفد الأمريكي على الرضوخ لرأي الأغلبية والموافقة على مشاركة بعثة السودان. وأعلن مندوب السودان الدائم بالأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي احتفاظ السودان بحقه في الدفاع عن النفس حتى ولو استخدم أي نوع من أنواع العمل العسكري داخل أراضيه، ونبه إلى التزام السودان بالتوصل إلى حل سلمي للقضايا موضع الخلاف بين البلدين. ودخل مندوب السودان في مساجلات رداً على وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفي لادسو والمندوبة الأمريكية سوزان رايس في أول جلسة رسمية للمجلس بعد التصريحات الإعلامية التي وصفت فيها رايس ما أدلى به المندوب الدائم للسودان بأنه كذب، وأكد للمجلس أنه لم يتعود الكذب وأن ما يقوله حقائق دامغة وأنه يتعامل مع المجلس وفقاً للأعراف والمتطلبات الدبلوماسية التي تتطلب أنه عندما يكون هناك اختلاف في الرأي يستهل الدبلوماسي حديثه بالقول (أود أن أعبر عن اختلاف رأيي). وفي رده على وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفي لادسو، أكد السفير دفع الله للمجلس أن معسكر إييدا موجود في منطقة بحيرة أبيض وأن طرفها في الشمال والطرف الآخر في الجنوب وأن المعسكر موجود في الطرف الذي يقع في جنوب كردفان وأنه ليس معسكرا للاجئين، وإنما معسكر للفرقة التاسعة للجيش الشعبي. وانتقد السفير دفع الله أمام مجلس الأمن استمرار حكومة الجنوب في دعم حركات التمرد، ورعايتها لاجتماعين في مدينتي ياي وجوبا كان نتاجهما إنشاء «الجبهة الثورية السودانية» لإسقاط الحكومة السودانية بالعمل العسكري، وأضاف أن ما يؤيد هذه المعلومات مصدرها نقيب منشق عن الجيش الشعبي اسمه حافظ وأكد أن الجنرال جيمس أوشان والرائد ماتير من الجيش الشعبي يشرفان على نقل العتاد العسكري بالطائرة من «سرجاس» إلى منطقة «جمجام» في جنوب كردفان وأكد أن الاعترافات مسجلة بالفيديو «صورة وصوت» وأن بإمكان البعثة موافاة المجلس بها.