{ قضية الطلاب (الشماليين) بالجامعات الجنوبية، وعلى رأسها جامعة (جوبا)، ما زالت قائمة، ولم تجد طريقها إلى الحل الناجع، رغم إنشاء جامعة (بحري) لاستيعابهم بذات المناهج وطاقم التدريس. { فطلاب كلية الطب بجامعة (جوبا) - مثلاً - الذين بلغوا السنة الخامسة والسادسة وهم على أعتاب التخرج، لا يمكنهم التخرج بشهادات جامعة (بحري) التي لم يتجاوز عمرها بضعة أشهر.. هكذا تقول لوائح موجهات (المجلس الطبي)، ومنظمة (اليونسكو)، ومؤسسات التعليم العالي الدولية، إذ ينبغي أن يكون الطالب قد درس بالجامعة التي يحمل شهادتها ما لا يقل عن (50%) من فترة الدراسة. { هؤلاء الطلاب اختاروا بعد تفوقهم في امتحانات الشهادة الثانوية، التقديم إلى كلية الطب بجامعة (جوبا) لسمعتها الأكاديمية ومقامها المرموق بين كليات الطب في السودان، ولهذا فإن من حقهم - قانوناً - التخرج بعد عام أو عامين بشهادات جامعتهم (الأم).. جوبا.. وهي جامعة (شمالية) خالصة، لا علاقة لها بالجنوب غير الاسم..!! { انفصال الجنوب، جعل (12) ألف طالب (شمالي) في مهب الريح، إما أن يرحلوا إلى الجنوب، حيث فشلت رئاسات الجامعات الثلاث (جوبا، بحر الغزال وأعالي النيل) في توفير معينات الدراسة والسكن، أو الاستمرار في جامعة (بحري)، دون حسم موضوع (شهادة التخرج).. باسم أي جامعة تكون؟! ليصبح مستقبلهم (المهني) في كف عفريت. { النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ «علي عثمان محمد طه»، وجه وزير التعليم العالي السابق «بيتر أدوك» - وهو وزير التعليم الآن في حكومة الجنوب - بالأ يُضار الطلاب الشماليون بالجامعات الجنوبية بسبب (الانفصال)، وأن يتم تخريجهم بشهادات جامعاتهم (الأم)، ولكن الأمر لا يبدو واضحاً، بل مزعجاً ومرعباً لهؤلاء الطلاب وأولياء أمورهم. { وقد زارني بمكتبي قبل أيام وفد من لجنة الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية (طب جوبا)، ورووا فصول مأساتهم والإحباط يحاصرهم، والحزن يلفهم وهم يتساءلون: لماذا تقف الحكومة متفرجة علينا وقد ضاعت سنة من عمرنا؟! { ونحن نسأل بدورنا: ما شأن قضايا (السياسة) العالقة بالأكاديميات ومستقبل الطلاب، (شماليين) كانوا.. أم جنوبيين؟! { الأمر مرفوع إلى السيد النائب الأول للرئيس.. لعل توجيهه يجد طريقة إلى التنفيذ.. حفاظاً على مصالح أبناء هذا البلد.