{ شهد العام 1937م بداية صناعة أكياس النايلون بعد أن كان العالم يستخدم أكياساً ورقية، ويعرف النايلون بأنه جزئيات طويلة ومتكررة ومتصلة مع بعضها، لا تتحلل بسبب وجود مادة كيميائية ميتة بين خيوطها، وأكياس النايلون نوعان، الأول يتكون من مادة البولي إيثلين وهي رقيقة وخفيفة الوزن، أما الثانية فهي تتكون من مادة البولي إيثلين المنخفضة الكثافة وتستخدم في صناعة الأكياس السميكة التى تغلف بها المواد العالية الجودة. { لأكياس النايلون ميزة واحدة وهي تكلفتها المنخفضة، أما غير ذلك فإنها عبارة عن مخاطر كارثية للبيئة ولصحة الإنسان ويمكن أن نعدد هذه المخاطر إلى ما لا نهاية ولكن ولضيق مساحة العمود فإننا نستعرض بعضها وفي البال اتجاه العديد من الدول لصناعة بدائل تتكون من مادة تتحلل بمجرد دفنها أو تعرضها إلى أشعة الشمس فتتحول إلى غاز أو ماء وهناك دول مثل بنغلاديش حظرت صناعة واستخدام أكياس النايلون، وهناك دول أخرى مثل إيرلندا فرضت ضرائب باهظة على هذا النوع من الصناعة بقصد تجفيفها. { مخاطر أكياس النايلون على البيئة مدمرة جداً وهي مخاطر متجددة بحيث نكتشف كل مرة مع تقدم العلم مخاطر جديدة، ونبدأ استعراض بعض المخاطر بتلك الكميات الكبيرة التى يتم دفنها في الأرض فتشكل كتلاً لا تتحلل أبداً مما تتسبب في عزل التربة عن بعضها البعض وتحجز مياه الأمطار من نزولها إلى أعماق الأرض فتضيف إلى احتياطيات المياه بدلاً من تبخرها، وفي عملية حسابية تقريبية لإعطاء صورة مقربة لكميات الأكياس التي نستعملها، نفترض أن أسرة بولاية الخرطوم مكونة من خمسة أفراد تتردد مرتين في الأسبوع على المحال التجارية لشراء أغراضها وفي كل مرة تستخدم خمسة أكياس وبالتالي هي تستخدم وفي الأسبوع (10) أكياس وفي الشهر (40) كيساً، ونفترض أن في ولاية الخرطوم مليون أسرة تستخدم أكياس النايلون فإن الولاية تستخدم شهرياً (40) مليون كيس، ونفترض أن وزن الكيس (10) غرامات فإن الولاية تستهلك شهرياً (400) طن من أكياس النايلون تهدر هكذا فتتسبب في تلويث المساحات والميادين العامة ومياه الأنهار، كما أن تطايرها في الهواء يصعب من عملية جمعها والتخلص منها بطريقة مثلى، وكذلك فإنها تلتصق بالنباتات والأشجار فتحجب عنها الضوء مما يتسبب في عدم اكتمال عملية التمثيل الضوئي، كما أنها بيئة خصبة لنمو الطفيليات وفي حالة حرقها فإنها تنتج مادة مسرطنة (الديوكسين)، بالإضافة لأكاسيد الكلور والكربون ومركبات غازية وأحماض وغير ذلك مخاطر كثيرة لا يتسع المجال لحصرها. { ولاية القضارف حققت نصراً بيئياً للسودان بحظرها لاستخدام أكياس النايلون وقد وجدت هذه الخطوة استحساناً من المنظمات العالمية المهتمة بالبيئة وجاء ذلك في تقرير موسع في تلفزيون (BBC) وها هي تجربة ولاية القضارف قد قطعت زمناً مقدراً والناس هناك تعايشوا مع البدائل الورقية، وكذلك دخلت محلية الدويم على الخط وانتصرت للبيئة بفضل مبادرة معتمدها دكتور صلاح الدين فراج الذى حظر هو الآخر استخدام أكياس النايلون بمحلية الدويم. { ولاية الخرطوم هي الأولى بمثل هذه المبادرات كعاصمة للبلاد وواجهة حضارية لبلادنا وهي كذلك في المقابل تعاني من تدني بيئي مريع، لأكياس النايلون سهم كبير فيه، ومن هنا أوجه رسالة عاجلة إلى مجلس تشريعي ولاية الخرطوم ولكل عضو من أعضائه يطالع هذا العمود أن يبادر بتحمل مسؤوليته تجاه هذه القضية التي تتصل بصحة الإنسان والبيئة والعمل على دراستها والوقوف على مخاطرها ومن ثم قيادة مبادرة بيئية راشدة.. { نحن في الانتظار يا مجلس تشريعي الخرطوم وولايتكم تتأهب لفصل جديد مع حكومة جديدة يعلق الناس عليها آمالاً كبيرة. { من المفرحات جداً قد سعدت لمحلية الخرطوم بالعميد أمن عمر نمر الذي عين معتمداً للخرطوم وأكاد أجزم أن (نمر) سيحدث تحولاً كبيراً وسينتصر لقيم الحق والخير والجمال في عاصمة البلاد، فهو رجل قوي يتسم طابع عمله ونشاطه بالسهل الممتنع والسلاسة في كل شيء واختيار أقصر الطرق دائماً لأنجع الحلول، والرجل صاحب تجربة ثرة وناجحة، فهنيئاً للخرطوم به، مع تمنياتنا له بالتوفيق.