ما زالت أقوال النائب السابق لرئيس مجلس النواب الطامح إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية جينجريتش تثير ضجة مدوية في الشرق الأوسط وفي أمريكا أيضاً وكان أهم ما قاله جينجريتش أن الشعب الفلسطينى شعب مخترع أي أنه ليس هناك ما يمكن أن يسمى الشعب الفلسطينى . وفي الماضى كان كثير من السياسيين الإسرائيليين يرددون هذا الكلام أي أنه ليس هناك على الأرض شعب يسمى الشعب الفلسطيني لكنهم في العقود الأخيرة أو أن بعضهم غيروا هذا الموقف وصاروا يتفاوضون مع ممثلي هذا الشعب في أوسلو وغيرها من العواصم واقتنعوا بالحل المتمثل في وجود دولتين هما إسرائيل وفلسطين وكان العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ذات شطحة من شطحاته اقترح دمج الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني في شعب واحد ودولة واحدة تسمى (إسراطين) . ثم نعود لجينجريتش ونقول إنه من الغريب أن تصدر منه هذه الأقوال في الوقت الذى أقر فيه الإسرائيليون بوجود الشعب الفلسطيني ويرى كثير من الناس أنه مثلما أن الهوية الإسرائيلية تشكلت بعد نضال وطني طويل خاضه اليهود الصهاينة لأجل إقامة دولة تخصهم فإن الهوية الفلسطينية تشكلت بعد نضال وطني طويل خاضه العرب الفلسطينيون لأجل إقامة دولة تخصم على نفس الأرض التي أقام عليها اليهود دولتهم . وقالت حنان عشراوي القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية إن جينجريتش انتهج أسلوباً رخيصاً لكسب أصوات اليهود والمؤيدين لإسرائيل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام القادم. وقد حظي موقف جينجريتش المنكر لوجود الشعب الفلسطيني ببعض التأييد، إذ قال داني دانون نائب رئيس البرلمان الإسرائيلي: إن جينجريتش يفهم جيداً الحقيقة التي نعيشها في الشرق الأوسط وما قاله عن الفلسطينيين يؤمن به معظم الشعب اليهودي في كل العالم وليس في إسرائيل وحدها ويرى البعض أن الذين يحملون هذا الرأي قليلون، فالغالبية تعترف بوجود الشعب الفلسطيني وبضرورة الحل المتمثل في قيام الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل. وقال المؤرخ الإسرائيلى توم سيجيف: إن الجدل حول وجود الشعب الفلسطيني شيء من الماضي وليس هناك الآن عاقل يشك في وجود الشعب الفلسطيني، فهو موجود والشعوب تنشأ بالتدرج وحقيقة أن الفلسطينيين شعب لها قوة حقيقة أن الأمريكيين شعب . وكانت الرئاسة الأمريكية منذ هاري ترومان أول من اعترف بدولة إسرائيل عند قيامها عام 1948م مروراً بايزنهاور وكندي وجونسون ونيكسون وفورد وكارتر وريجان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن وحتى الرئيس الحالي باراك أوبام، هذه الرئاسة كانت منحازة باستمرار إلى إسرائيل مع تفاوت درجة هذا الانحياز من رئيس إلى آخر .. ويخطط جينيجريتش للفوز بهذه الرئاسة في انتخابات العام القادم وإذا ما فاز فإن الانحياز الأمريكي إلى إسرائيل سوف يصل إلى درجته القصوى ويبقى الانحياز مستمراً إذا ما فاز غيره وهي مشكلة حقيقية بالنسبة للفلسطينيين خصوصاً والعرب عموماً.