حتى الربع الأخير من القرن الماضي لم تكن حالات الطلاق المهولة اليوم، قد تفشت وأصبحت خبراً عادياً. فإن طلاق امرأة من زوجها مهما كانت الأسباب، يصبح حديث الألسن لأشهر، بل لسنوات.. إن النساء اللائي تزوجن في القرن الماضي أثبتت الدراسات الاحصائية السودانية أن نسبة 92% منهن احتفظن بأزواجهن حتى فرَّق الموت بينهم، غير أنه في الألفية الثالثة ارتفعت حالات الطلاق لدرجة جعلت الجهاز القضائي بجميع ولايات السودان مضطراً لإنشاء محاكم للأحوال الشخصية في المحليات لاستيعاب المتقاضين والمتقاضيات. ويُقال إن الطلاق كالحرب يبدأ بالكلام في عمومه ولأسباب أخرى.. «الأهرام اليوم» سألت ثلاثاً من المطلقات كنموذج للوقوف على أسبابه فماذا قلن؟ أوضحت ماجدة بأنها متزوجة قبل ستة أشهر فقط وعندما ذهب زوجها إلى العمل نشبت مشكلة بينها وبين «حماتها» الكبرى لدرجة أنهما تبادلتا «الشتائم» ولكن ماجدة لم تسكت على ذلك فانفعلت وضربت حماتها دفاعاً عن نفسها. وعندما جاء حماها الأصغر وعرف النقاش أصلح بينهما، ولكن أخته لم تتحمل ذلك واتصلت على أخيها عبر الهاتف ودموعها في عينها وأخبرته بما حصل فانفعل هو الآخر وهاتف زوجته وقال لها «إنتي طالق» فوقع الموبايل من يدها ودخلت في «صدمة» عنيفة جداً عند سماعها خبر الطلاق الذي وصفته بأنه كان كالرصاص على قلبها ومازال. وأردفت لقد خسرت زوجي لتسرعي في الثأر لكرامتي وأصبحت مطلقة كل الألسن «تلوك» سيرتها. وتقول الخالة سلوى بأنها لم تتوقع أن يأتي يوم وتنفصل عن زوجها، ولكن في بادئ الأمر أجبرت على الزواج من زوجها رغم أنها ضحت كثيراً لأن لديه أولاد من زوجته المتوفية ولكنها صبرت عليهم لأنهم «فاقدين حنان الأم» وإذا أحسنت فيهم سوف تجد الثواب عند الله. ولكن زوجها دائماً (يُنكد) عليها ولا يقدر المجهود الذي تبذله من أجل أولاده. وأضافت بأن أسرتها قبلت به من أجل المال دون التفكير في حياتها القادمة. ولكن هدف زوجها كان الاعتناء بأبنائه فقط، ولم تتحمل ذلك فطلبت الطلاق وبعد معاناة أمام المحاكم حصلت عليه وأكدت بأن اليوم الذي استلمت فيه وريقة الطلاق كان بمثابة درجة الدكتوراه، وغمرت قلبها بالفرح ووزعت الحلوى والبارد. وترى شيماء بأن المرأة دائماً لها دور في حدوث الانفصال عن زوجها سواء أكان بالكلام الكثير معه في أبسط الأشياء أو النكد أو خروجها الدائم من المنزل وعندما يأتي لا يجدها. وأيضاً عدم اهتمامها بترتيب المنزل أو الأبناء أو تدخُّلها في نفقاته على أهله أو تسويقها (للشمارات ديك طلقوها أو دقاها أو.. أو) كلها مصائب تجلبها المرأة على نفسها ويجب أن تتحمل ما لا يحمد عقباه وهو «الكرت الأحمر» بلغة الرياضة أو الطلاق. وطالبت كل متزوجة أن ترضى بنصيبها خاتمة قولها بأن نسبة النساء مرتفعة والرجال قليلون والتي تمنح ورقة الطلاق فإنها لن تفرح بعقد جديد.