أصر يصر إلحاحاً.. وألح يلح إصراراً على حد قول الزعيم عادل إمام.. ونزعم أن الزعامة الكوميدية أهم من الزعامة السياسية.. فإن كان التبسم في وجه الآخر (صدقة) فكيف إذا استطاع الكوميدي أن ينتزع منك ضحكة (مجلجلة)، بلا رياء أو نفاق أو تدليس أو أوامر.. فالسياسي يجعلك (تتجهم) وتقف (الغصة) في حلقك لأنه يريد منك فقط أن تبصم بالعشرة و(تبتلع) عقلك بل تلغيه.. لذا فإن البحث عن السياسي (الناجح) في زماننا هذا كالغول والعنقاء.. السياسي الذي (يصر) أن يزرع الفرحة في أعماق المواطن حينما يوفر له لقمة العيش الكريمة.. إن مقولة: (أبحث عن الببكيك ليس عن البيضحكك) عبارة صادمة وفيها (إن) ونعتقد أنها غير صادقة. فمن (يبكيك) غير السياسي الذي يهضم حقوقك ويحولك إلى متسول في الصحة والتعليم والمسكن..الخ. ويحولك إلى إنسان (مصرور) الوجه.. ويوردك مورد الانعزال والانكماش.. مثلما ذكر البطحاني: (يا عنز الخوي المن الزوال منصرَّة).. والكلمة القبيحة أخذت تخرج في الغالب من أفواه السياسيين.. مما يجعل الطرف المعني (يصرها) له.. ويغيب عن ذلك السياسي أن (ود الصُرَّة ما بضوق المُرَّة).. وكلمته القبيحة ما هي إلا (صرصرة).. وينسى جملة ود الفراش: ( يصرصر تقول لابس الدلقن).. وهناك أناس مثل (الصراصير) وأسوأ نوع من تلك الحشرات ذاك الذي يعيش على (البراز) في الحمامات!! وللأديب ذائع الصيت فرانز كافكا رواية بعنوان (المسخ) وهذا المسخ ليس إلا (صرصار).. فتأملوا أن يصنع إنسان من نفسه مجرد (صرصار مسخ) في بالوعة!! وقد صدق الحردلو حين قال: (ما بشارك بَهَم ولا بعرف الصر).. وتلك البنت المرفهة النجمة شيريهان في مسرحية كوميدية تعلن عن إعجابها أمام سمير غانم ودهشتها من تلك (الحشرة) داخل (كوز).. وحينما علمت أن اسمها (صرصار) صارت تدلعها وتطلق عليها: (سرسور) وتتمنى أن (تربي) مثلها في منزلها!! وعدد من سياسيينا يرون أن المواطن ما هو إلا (سرسور).. ولا يحسن سوى الحلاب و(الصر) وليس (الكر) كما صرح عنترة لوالده. ومازالت الحكومة الجديدة (تصر) على أن تكون بعيدة عن (الرشاقة) بل تصر وتلح أن تكون (بارجُغل).. ونأمل ونتمنى ونصر ونلح بأن تكون (بارجُغل) في بطنو (شُغل)!!