أحد أبنائي نبهني إلى مداخلة في « الإنترنت» عبر التعليقات على أعمدة الصحف اليومية في تعليق على مقال لي أحسب أنه لا يخلو من طرافة.. كانت مداخلة لأحد الشباب ينتقدني فيها.. أو ينتقد سلوكاً حركياً فقال: البقرأ كتاباتك بقول ظريف.. لكن إنت صاري وشك كده.. ودمك تقيل أو كما قال حقيقة يبدو أن الشاب صادفني على الطريق في سخانة لاهبة.. وأنا أكاد أعدو للحاق بترطيبة عجلى.. ووجدني على تلك الهيئة «صرة وش» .. وحراق روح.. وجري وحوش.. ربما سلم عليّ ورددت عليه باقتضاب.. ربما أوقفني واعتذرت له.. ورغم أن المئات صادفوني في حالة من الابتسام ومرات الضحك والقرقريب.. لكن لا يذكرون ذلك ربما اعتبروه من طبعي رجل دائم الابتسام يهوى الضحك ويسري عن الناس.. ويكون هذا الشاب صادفني ضمن عشرات المرات في حالة صرة وش.. بالمناسبة صرة الوش ليست متاحة كالابتسام.. وربما كانت بسبب اتقاء الشمس.. وربما تكون صاري وشك ولكنك لست منتبهاً إلى أنه مصرور.. وفي الصبا.. صرت لي حسناء وجهها فوجدت فيها وسامة أحببت أن أعبر عنها لكني وجدت حميده أبوعشر سبقني فقال: غضبك جميل زي بسمتك.. لكني قلت لها: صرت وجيهك ابتسامة زادتني هم.. يالزادتك روعة ووسامة هذا الشاب يستنكر عليّ « صرة وش» وهي دليل على الزهج والاكتئاب.. يريدني أن أضحك.. فما الذي يدعو إلى الضحك في زمن الزيادات هذه.. عندما اقرأ تبريرات غير منطقية لزيادة المحروقات أسهل شيء هو صرة الوش.. عندما أسمع تبريراً من كتاب كبار يقولون رفع الدعم عشان الأغنياء ما يستفيدوا.. الأغنياء ديل إسرائيليين؟ .. يعني اقرأ الكلام ده.. وما دايرني أصر وشي.. لمن أسمع مسؤول بصرح الليلة تصريح وبكرة تصريح مضاد ودايرني ما أصر وشي.. عندما أشتري صابونة بي جنيه الليلة بكرة بي اتنين جنيه بعدو بي اتنين جنيه ونص.. يعني غسلة اليد تطلع بي كم.. وتقول لي أغسل الأيدي قبل الأكل وبعدو.. أحسن لي ألحس أصابعي.. والّا استعمل شوكة وسكين.. لكن الخدره والويكة والورق ياكلوها كييف بالشوكة والسكين.. لمن أشيل هم غسيل اليدين ودايرني ما أصر وشي..!! لمن اشتري الدواء الليلة بعشرة بكره بعشرين.. بعدو بتلتين.. كيف ما أصر وشي.. يعني علاج الناس تجارة.. والتعليم تجارة .. والفرح تجارة.. حتى الحزن تجارة وما أصر وشي .. عندما أنظر إلى وجوه الناس في الطرقات والأسواق والمواصلات فأجدهم حزانى لأنهم مرضى.. مرضى لأنهم جعانين .. جعانين لأنهم ما عندهم حق الأكل.. وما أصر وشي .. إذن يا صديقي الشاب.. سأعمل العكس تماماً بدل أصر وشي حأضحك وابتسم حاخلي قلبي« ميييت» .. وما عارف يموت أكتر من ده كيف.. وحاضحك للغاشي والماشي.. سأضحك ملء شدقي.. حأكون ضاحك طوالي.. شريطة أن تضمن لي يا صديقي أن لا أتهم بالجنون.