{ لم أنظر إلى خليل إبراهيم ولا إلى مقتله من زاوية أنه رئيس حركة العدل والمساواة وكذلك لم تكن نظرتي لمجموعته باعتبارهم قيادات داخل حركته وذات الوضع ينطبق على عرمان والتوم هجو وكمال عمر وآخرين لم أعر المواقع التي يشغلونها أدنى اهتمام وإنما تركيزي على هؤلاء ينبع من الحال الذي وصلت إليه نوعية القيادات في هذا البلد فهي مهما يكن وحتى إن كانت قيادات في أحزاب أو في حركات متمردة فإنها من المحتمل أن تصل إلى الحكم ما دامت الأحزاب والحركات هي المواعين التي يصل عبرها الكثيرون إلى الحكم حتى وإن كانوا أراذلنا ولك أن تتصوّر عزيزي القارئ لا قدر الله أن يكون هؤلاء حكاما للسودان. { هذا ما يجعلني أستشعر الدرك السحيق الذي وصلنا إليه وحالة اللاوعي التي تنخر في عقول قيادات سياسية معارضة لها وزنها وهي تجنح في معارضتها وتقيم وزنا لمثل هذه الحركات ومثل تلك العناصر التي ركبت أزماتنا والاستهداف الذي تتعرض له بلادنا ولو لا ذلك لما حلمت بالذي تقاتل من دونه الآن ومهما يكن من مناصب فإن عقلاء دارفور وقياداتها الحقيقية هم أولى بها من غيرهم من هؤلاء الذين خرجوا علينا من داخل جروحنا المتقيحة وكذلك فإن المناصب في الحكومة المركزية أو في حكومات الولايات أحق بها الوطنيون والعقلاء أصحاب الكفاءة السياسية والروح الوطنية وهذا ما يجب أن يحدث وأن يتحد أصحاب التاريخ الناصع من أحزابنا ليفوتوا الفرصة على هؤلاء. { بين أيدينا في الحلقة من زاوية اليوم رجل للأسف من بيت ديني نكن لمشائخنا فيه احتراما وتقديرا كبيرين ولكن هم أنفسهم يتأذون منه وهو يمضي في اتجاه مغاير لوجهة البيت وقيمه وتاريخه التليد ذلكم هو التوم هجو الذي خرج علينا قبل يومين هو يشبّه مقتل خليل إبراهيم برحيل إسماعيل الأزهري والشريف حسين الهندي وينتقد النظام في الخرطوم لإقدامه على الاغتيال ويتهمه بهذه الخطوة أنه يدخل الاغتيالات إلى الحياة السياسية السودانية ويقول إن مقتل خليل إبراهيم خسارة كبيرة لقوى الشعب السوداني المتطلعة إلى الحرية وفي ختام حديثه من واشنطون من داخل دكان للبيرقر والبيرة يديره السيد التوم هجو يتوعد النظام في الخرطوم بالاغتيالات وأن البادئ أظلم. { هذا كل ما قاله التوم هجو المنذر بالفصل من الحزب الاتحادي الديمقراطي عبر الهاتف لعزاء أقامه الثوريون العنصريون بلندن وقبل أن نرد على التوم هجو بالرغم من أنه لا يستحق الرد عليه يجب أن يعرف القارئ الكريم من هو التوم هجو، وأرد مباشرة وأقول إنه لم يكمل المرحلة الثانوية ويضاف إلى ذلك أنه جهل يمشي على ساقين كما يصفه الأستاذ محمد محمد خير الكاتب والصحفي المعروف وقد حاول الدخول إلى الجامعة بالعراق ورفض له لعدم حصوله على الشهادة الثانوية ومن هناك غادر إلى الولاياتالمتحدة وظل يعمل في محل لبيع البيرقر والبيرة وحاول أن ينشئ حركة متمردة في سنار ولكن فشلت محاولته ويدعي أنه كان يقود قوات الفتح التي لم تقم بعملية واحدة وفي ما بعد عاد إلى البلاد وخاض انتخابات والي ولاية سنار فسقط سقوطا مدويا في مناطق سجادته ناهيك عن المناطق الأخرى وقد استغل عقار هذا النوع من الرجال وخلفية أسرته الدينية وتوجهاته هو اليسارية فعينه مستشارا له وعند اندلاع التمرد خرج التوم هجو مع عقار وظهر في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقار بالكرمك وخلفهما علم الحركة الشعبية وتوعدا الخرطوم بالحرب وسقوط النظام وما هي إلا أيام وغادر التوم هجو إلى دكان البيرقر والبيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وترك عقار يواجه مصيره وطرده من كافة المناطق في النيل الأزرق. { لا نستغرب أن يساوي التوم هجو بين الأزهري والشريف حسين الهندي وبين خليل إبراهيم فالرجل أجهل من يمشي على ساقين وشتان ما بين من حررا السودان من المستعمر دون أن يريقا نقطة دم واحدة وبين رجل قتل الكثيرين واغتال أقرب الناس إليه ومارس الاغتيالات السياسية وفي ذات الوقت نسأل التوم هجو لماذا لم يهاجم الحركة الشعبية عندما اغتالت أطور أما تهديدات التوم هجو فنقول إن الانتهازيين لا يتوعدون أحدا وإن كان يستطيع ذلك لما هرب من الميدان. { تصحيح: زاوية السبت أول أمس بعنوان (حبوبة رابحة) كتبها أستاذ الأجيال عبد الله محفوظ صالح وقد سقط اسمه سهوا فالمعذرة له وللقراء.