قال وزير الزراعة والري د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي إن الزراعة في السودان تحتاج إلى "مال قارون وصبر أيوب" حتى تنهض، ودعا بشدة إلى ضرورة هيكلة إدارة الزراعة واستغلال الكوادر السودانية بالداخل والخارج في المجال، وطالب بتوفير التمويل اللازم وتدريب الكادر البشري لتلعب الزراعة دوراً مؤثراً في الاقتصاد القومي وتوفير الغذاء للإنسانية جمعاء. وأقر المتعافي الذي كان يتحدث للإذاعة السودانية أمس الجمعة بتدني الإنتاج من الذرة لهذا العام إلى (3) ملايين طن بدلاً عن (5'5) مليون طن في العام الماضي، لكنه أشار إلى وجود مخزون إستراتيجي كاف لمنع حدوث مجاعة في البلاد. وأبدى عدم انزعاجه من هذا التدني وقال: "أنا لست منزعجاً لأن إنتاجنا من الحبوب أفضل وموقفنا الغذائي تحسن بالأرقام مما هو عليه قبل عامين". وكشف المتعافي عن تخصيص وزارته لألف فدان بالولاية الشمالية لصالح مجموعة مصرية لتتم زراعتها بالذرة الشامية، وتوقع أن تسهم التجربة في توطين زراعة الذرة الشامية بالبلاد عبر إنتاجيتها العالية. وحذر المتعافي المزارعين مما سماه "كوراك الجرايد" حول انخفاض سعر القطن عالمياً، وقال إن التأخير في إعلان سعره هو محاولة للبحث عن سعر أفضل، واعتبر زيادة الإنتاجية من القطن بديلاً ناجحاً لانخفاض إنتاج القمح الذي قال إنه يحتاج لبنية تحتية مكلفة. وقال الوزير إن عائد الفدان الواحد من القطن يساوي (4) أمثاله من القمح، وأكد أن القطن سيكون ضمن السلع التي سينتجها السودان عبر البرنامج الثلاثي لإنقاذ الاقتصاد، وهي الصمغ العربي وحبوب الزيوت والقمح والسكر والدواء، وكشف عن اعتماد وزارته إدخال صنفين من القطن تم تجريبهما في الصين والبرازيل.