مجدي عوض صديق من الشباب المتوثِّب والذي ولج مجال الإخراج التلفزيوني ووضع بصمات واضحة، أكد من خلالها بأن هذا الجيل سوف يقلب الطاولة بإحداث نقلة كبيرة في مجال الإخراج، تتمرد على المدرسة التقليدية ذات الخيال المحدود والرؤى الضيقة. ويكفي أنه ابن ذلك المبدع الفنان الدرامي الكبير الراحل عوض صديق . ومجدي من مواليد أم درمان حي العباسية. شبَّ وترعرع فيها، وهو خريج كلية الدراما والموسيقى. تلقى كورسات في الإعلام والتلفزيون في دول عربية وأوروبية التقيناه في حوار الصراحة والوضوح فماذا قال لقراء (دنيا الفن)؟: { أستاذ مجدي متى دخلت حيز الاحتراف؟ - دخلت عالم الاحتراف بعد سنوات من عملي في الإخراج التلفزيوني كهاوٍ وتدرجت حتى وصلت لمرحلة المشاركات في المهرجانات الدولية في تحكيم جائزة (إيمي أورد للعالمية) والحمد لله على ذلك. { كيف ترى أداء وبرمجة قناة النيل الأزرق من وجهة نظرك؟ - بكل صراحة، برمجة القناة متوازنة بنسب محددة بين البرامج الثقافية والرياضية والاجتماعية والسياسية والدينية بشكل جيد ومقبول للمتلقي. والآن يتم التخطيط لدورة برامجية قادمة تقدم من خلالها العديد من البرامج الجديدة وسوف يحدث إحلال وإبدال بصورة تدريجية. { كيف تنظر لمردود الفضائيات السودانية في الفترة الأخيرة؟ - الإعلام الآن ينقصه من يقود الدفة ويفتقر لمن يضع سياسات يذهب بها في اتجاه التطوير للحاق بركب الفضائيات العربية على أقل تقدير. { إذن.. ما هو تصورك لحل هذا الإشكال؟ - في اعتقادي أرى أن الحل يكمن في تواجد قيادات إعلامية مدركة لمدى خطورة الرسالة الإعلامية وبالضرورة صنع كوادر شابة تخلف القيادات الحالية في مسيرة الإعلام، وشرطاً أن يتوفر الحد المعقول من الموهبة والرؤيةالثاقبة وتمزج بين الحداثة والعراقة.. وهذا من شأنه أن ينتج لنا إعلاماً معافى وسليم. { إلى ماذا تعزي التشابُه في برامج الفضائيات المختلفة؟ - هذا مرده إلى فقدان القدرة على الابتكار لدى من يديرون ملف البرمجة في هذه الفضائيات. وهذه مشكلة معظم المنتجين أيضاً فهم بحاجة لمزيد من تفعيل القدرة الإبداعية حتى لا يقعوا في فخ الاستسهال والتكرار. والمؤسف المشاهد الآن أصبح لا يفرِّق بين القناة والأخرى...و { مقاطعا..ً وما هو الحل في نظرك؟ - الحل في نظري بسيط جداً. يتمثل في إتاحة الفرصة للمبدعين الشباب من أصحاب الرؤية الخلاَّقة ويكون لديهم الاستعداد لتقديم نوعية جديدة من البرامج والأفكار تحكي عن الواقع السوداني بشكل جاذب. { كثُر الحديث عن برنامج (أغاني وأغاني)، ما هو رأيك فيه وهل تؤيد استمراريته في الفترة القادمة؟ - برنامج (أغاني وأغاني) هو في الأصل برنامج توثيق لتجربة الثقافة الغنائية والموسيقى في السودان. وهو برنامج ناجح بشهادة الجميع وحتى الآن حقق الغرض الذي قدم من أجله. بالنسبة للنسخة السابعة، أعتقد أن الوقت مازال مبكراً للحديث عن هذه الجزئية. { تجربة سلسلة (بيت الكل) الرمضانية وما صاحبها من انتقادات واخفاقات؟ - بيت الكل تجربة جديدة على مستوى الدراما السودانية ومن الطبيعي أن تصاحبها بعض الأخطاء والاخفاقات. واعترف أن هناك بعض الأخطاء في (الصوت) ولكننا نحاول بقدر الإمكان تلافي ذلك في إنتاج الجزء الثاني من البرنامج المقرر له في الفترة القادمة مع اصطحاب سلبيات البث الأول وقياس مدى القبول الذي صادفه البرنامج من أول تجربة. { يقولون إنك صائد الجوائز أذكرها لنا؟ - نلت جائزة أفضل أغنية مصورة في مهرجان الأغنية المصورة بيروت 2010م جائزة إيمي أورد، أيضاً نلت جائزة أربعة جوائز ذهبية من مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية، كما نلت شهادة جامعة الأممالمتحدة للقيادات الدولية في الإعلام والديمقراطية. وآخر جائزة كانت من قبل الأممالمتحدة والأمومة اليونسيف وهي جائزة للإعلام العربي شمال إفريقيا والشرق الأوسط. { إذن.. ماذا أضافت لك الجوائز؟ - على الصعيد الشخصي هي تجارب أكسبتني وعرَّفتني بماهية الأسس والمعايير التي يجب أن توضع في الاعتبار قبل تقديم أي مادة تلفزيونية، وفي كل الأحوال تمثل لي دافعاً معنوياً وزاداً في مسيرتي الإعلامية. { أين يجد مجدي عوض صديق موقعه وسط كوكبة من المخرجين أمثال شكر الله خلف الله، ولؤي بابكر صديق، وغيرهم؟ - هؤلاء المخرجين الذين ذكرتهم أسماء لها تجربة وبصمة مميزة. وهم كزملاء أحترمهم وأقدر جهدهم للارتقاء بالمادة التلفزيونية. وبالنسبة لسؤالك أقول أنا متواجد وسط هؤلاء ولديَّ طريقتي ولونيتي الخاصة التي أعتز بها وتميزني عن الآخرين. { أستاذ مجدي.. منتجون ومذيعون تحب التعامل معهم؟ - أجاب بسرعة- من المنتجين في مقدمتهم الأخ الصديق الأستاذ الشفيع عبد العزيز ورشا إبراهيم ونسرين مكي. ومن المذيعين أرتاح للتعامل والعمل مع سعد الدين حسن وعفاف حسن أمين وتسابيح مبارك ونسرين سوكرتي وآية وهديل ومي عمر. { ما هي حدود علاقتك ورعايتك لبرامج الأطفال؟ - أنا وقد لا يعرف الكثير، أول مؤسس لقسم برامج الأطفال بالنيل الأزرق بكل أنواعه وأشكاله من غناء ودراما ومسابقات وحوارات. وبطبعي أحب عالم الأطفال الملئ بالبراءة والصدق والعفوية. { هل قُدِّمت لك عروضاً للانتقال لأي فضائية داخل أو خارج السودان؟ - نعم.. هذه حقيقة، فقد تلقيت عروضاً من خارج السودان للعمل في مجال الإعلام تحديداً في مؤسسة إعلامية كبرى، ولكنني أرجأت التفكير في الأمر لحساسية المرحلة وحاجة السودان لكل أبنائه رغم أن المقارنة معدومة فيما يخص بمسألة التقييم المادي والمكافآت المجزية التي نفتقدها في السودان.