{ قرأت قبل أن أعي دوافع العشق أن للكرة الأرضية قطراً، ولها مركز في منتصفها، وعلمتتي الجامعة أن لكل واحد منا قلباً يمتلئ بالأوردة والشرايين، وأدركت حينما التقينا أني كنت أعيش بقلب اختلت معادلته عندما ابتلع الزمان قطره واستلب القدر مركزه، ثم جئت بشراً من وميض، جئت حينما ناجيتك من أعلى قمم القهر والأسى، يا هذا الذي تمنيته منذ دهر مضى فجاء كما تشتهي الأمنيات. { جئتني يا ربيع الحياة الذي تمرد على الزمن فاختار مقعده دائماً في فؤادي، فهاجر صيف الحياة وولى الشتاء لأن نار عشقك تقتلع البرد من ثنايا الزمن، واستحى الخريف وأدبر في صمت حينما رأى بأم عينيه كيف أنك تملأ الدنيا اخضراراً دون أن يتضرر الحراز!! هكذا جئت ثم التقينا، نفر من الناس سمعوا بأني اتخذتك للعمر خلا ًوأهلاً وماء وزاداً، فجاءوا إلى القلب من كل حدب وصوب ليتعلموا منه صدق الهوى، ويفتح للعاشقين الطريق الصواب. وناجيت طيفك من طود عشقي، فخليت نعليك جئت بما أوتيت من قوة نحو قلبي، رميت يمينك أن سوف تبقى المنى والحبيب الذي أنتظر، إذا بيمينك تمشي على الأرض بشرى ونهر يقين. هلموا هلموا، فها قد أتى الزهر يمشي على أرجل من حبيب، جاء الحبيب على طبق الصبر حلواً بهياً تتهافت أسراب حبي عليه يلوح لي بالغد المشتهى. فيا منتهى ما أريد وأبغى،، تعال إليّ، نساء المدينة يرجون طلعتك العسجدية، ونافذة الشوق تفتح أضلعها كي تجئ، وها قد حرقت يدي بخوراً لتأتي وألبستك «السبع المنجيات» قرأت عليك وفوضت لله أمري لكي لا تعاني. فهبني انبعاثك من رئة الموت حباً، وهبني رضاك لأبقى على عهد أن أبقى ما حييت لأجلك أنت.