بسم الله الرخمن الرحيم abubakr ibrahim [[email protected]] من أساطير الفرس أن الملك خسرو برفيز كان قد عشق جارية إسمها " شيرين" ولكنها صَبَتْ إلى شابٍ إسمه " فرهاد وكان يمتهن تعبيد الطرق وشق الانفاق " كما صبا وتوَلَّه بها وعلم الملك بهذا الأمر ؛ وعزا عليه هذا ففكر بما يمكن أن يبعد به فرهاد عن شيرين. فناداه وشرط عليه أن يحفر طريقاً في جبل بيستون في أيامٍ معدودات وإلا أمر بقتله ؛ وانجز فرهاد عمله في الموعد المضروب فأنجاه ذلك من الموت المحقق ؛ لكن عجوزاً في الغابرين عرضت على الملك أن تخلصه منه فانطلقت إليه فوجدته يحفر صورة لشيرين في الصخر . فقالت يا هذا ماذا تفعل هنا وقد ماتت شيرين ، صدّق فرهاد الخبر وآثر الموت على الحياة فألقى بنفسه من الجبل ؛ وهو يعرف بفالق الجبل وقد نظم كثيرٌ من شعراء الفرس والترك قصائد عن هذه القصة. أذكر أنني عرضت القصيدة على الصديق الشاعر صديق مدثر وبعد أن قرأها ملياً تبسم ثم قرأت بعدها في عينيه نظرة ساخرة ؛ لم أدرك حينها إن كانت سخرية لجهة عدم إعترافه بعوامل العمر أم أنها سخرية من فرهاد الذي مات من أجل حبه!! ولى زمان الصبا مرت الأيام بي مر السحاب وامْحى الماضي كأنفاسٍ حِبابِ وانطوى ما كان سطراً ناحلاً قد تلاشى بعد تمزيق الكتابِ كانت الألحان أصداء المنى أُسكتت من بعد تحطيم الربابِ والزهور الحمر في روضِ الهوى أُسقطت من فوق أغصان رِطابِ والنجوم الزُهْر أشتات الرؤى قد تهاوت من علاها في الترابِ راح عهد التداني والنوى راح عهدٌ للتشاكي والعتابِ في فؤادي من غرامي مثل ما في فؤادِ الشيخ من أنس الشبابِ فهو يأسٌ والتياعٌ واصبٌ ؛ وهو شوقٌ في اختلاجٍ والتهابِ يا رعى الله زماناً قد مضى والهوى العذري مخضر الجنابِ كل يومٍ كانت اللقيا كما يلتقي الاحباب من بعد الغيابِ ننتقي للقول معسول اللُغى؛ نشتكي في الحب آلآم العذابِ بالأثيب ِ الوحف قد مالت علي من إليها مال بالقلب المُذابِ بالبنانِ الرُخْصِِ مَسّتْ راحتي كي تنسيني حنيني وأغترابي فالقُ الأطواد فرهاد الذي مات عشقاً ما به من بعض ما بي إنما للحبِ نارٌ في الحشا إن تَلظَّتْ هي بردٌ للشرابِ دارت الأفلاكُ في آفاقِها ليس ما قد مرّ مأمول الأياب • اللُغى : جمع لغة • الأثيب الوحف: الشعر الغزير الكثيف • فالق الأطواد: من يشق الجبال