أ.د. علي بلدو - أستاذ الطب النفسي والعصبي { تمر علينا هذه الأيام ذكرى أعياد الميلاد المجيدة للطوائف المسيحية الشرقية والغربية، وهي مناسبة لنهنئ الإخوة المسيحيين بها فى عرض البلاد وطولها وجعلها الله أعياد خير ومحبة وسلام ووئام. والسيد المسيح بن مريم عليه السلام كان طبيباً حاذقاً لأمراض النفوس والأجسام, كما نقل المجتمع نقلة نوعية للتعرف للأسباب الحقيقية للأمراض والتعامل والوقاية منها, بل وإعادة تأهيل المرضى ورفع الوعي الصحي والثقافة الصحية.. فعليه السلام نجده مرة استشارياً للأمراض الجلدية يعالج الأبرص والاكزيما والصدفية والقوب وأمراض فروة الرأس وغيرها بنجاح تام يعيد به البسمة للمرضى. ومرة أخرى نجده طبيبا شرعياً وخبيراً في السميّات، كما في قصة المرأة التي مات ابنها بشبهة القتل فطلبت من السيد المسيح عليه السلام أن يحييه لها بإذن الله ففعل، ولما أرادت ان تذهب بابنها من قبره أعاده عليه السلام للقبر قائلاً لها: (كيف يذهب معك من لا رزق له)؟ ولو كان بيننا الآن لتم فك العديد من غموض القضايا وخبايا التشريح والسموميات والموت الغامض. ولا يكتفي بذلك, بل نراه أيضاً استشاريّاً لطب وجراحة العيون والشبكية, فكم من أعمى تم شفاؤه على يديه الطاهرتين فعادتا تريان جمال ملكوت الله وتسبحان بحمده . أما في طب وجراحة المخ والاعصاب فنجد قصته عليه السلام مع المريض بالشلل الرباعي لسنوات طويلة، فعندما تم شفاؤه قال له: (احمل سريرك وامش، فقد انقضت ايام محنتك). كما نالت الأمراض الباطنة والصدرية والجراحة العامة وغيرها من فروع الطب حظها. { هذا ما خص الأجساد من طب السيد المسيح عليه السلام, ولكن هناك أيضاً ما خص به الأمراض النفسية والعصبية والصحة النفسية والجسدية والوقاية من الأمراض المنقولة تناسلياً واضطرابات السلوك, فنجد مجموعة من الإرشادات كالتي ألقاها عليه السلام على الجموع المحتشدة في قمة جبل الزيتون. { نكتفي بهذه الروشتة من رسول المحبة والسلام والعضو الفخرى لنقابة الأطباء, عليه السلام، وليتنا نحظى بمعايشة عودته من السموات ليملأ الارض عدلاً وسلاماً. وإلى لقاء .