وصل إلى الأراضي المصرية الصيادون المصريون الذين تم إنقاذهم بعد غرق سفينتهم قبالة السواحل السودانية بعد جهود مكثفة بذلتها الأجهزة الأمنية والرسمية في البلدين. ورافقت قوة أمنية سودانية الصيادين ال(35) حتى وصولهم إلى الحدود المشتركة لتستقبلهم قوة من القوات المسلحة المصرية وهم بحالة صحية ومعنوية جيدة. وخلال هذه المقابلة التي أجراها (smc) مع القنصل العام لسفارة جمهورية مصر العربية بالخرطوم المستشار معتز مصطفى كامل صباح أمس الثلاثاء كشف القنصل تفاصيل ملحمة الإنقاذ التي تمت للبحارة المصريين وأنهت معاناة استمرت لمدة (10) أيام. وأوضح القنصل المصري بالخرطوم أن مركب الصيد (ياسمين الداش) كانت تمارس الصيد في البحر الأحمر وعلى متنها (35) صياداً قبل أن يتعرض أحد أفراد الطاقم لإصابة في يده قبل عشرة أيام. ونزل الصيادون إلى الأراضي السعودية التي كانوا أقرب إليها لإجراء عملية جراحية لإسعاف الصياد.. بعدها ركب الصيادون على المركب مرة أخرى في طريقهم للمياه الإقليمية المصرية، وكانت الظروف الجوية في ليلة 20-21 يناير بالغة السوء ومما زاد الأمر سوءاً حدوث عطل فني في محركات السفينة لتغرق قبالة المياه الإقليمية السودانية. ولحسن الحظ نجح جميع الصيادين في النزول على زورقي الإنقاذ اللذين كانا على متن المركب وتحديداً أمام منطقة (محمد قول) شرق السودان، نزل في القارب الأول (19) صياداً و(16) على القارب الثاني. وجنح القاربان على جزيرتين متفرقتين في منطقة تنتشر فيها الشعب المرجانية. ويشيد القنصل معتز مصطفى كامل بسرعة الاستجابة لجهات الاختصاص الأمنية السودانية تقديراً للظرف الإنساني للصيادين الذين ظلوا لمدة (48) ساعة دون أكل أو شرب وسط البرد مما أثر على ظروفهم الصحية والمعنوية. ويوضح أنهم فتحوا اتصالا مباشرا مع جهاز الأمن والمخابرات في بورتسودان والقوات البحرية وهيئة ميناء بورتسودان لتنظيم عملية الإنقاذ التي تمت بتنسيق واتصال على مدار الساعة مع المخابرات العامة في مصر ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقيادة القوات البحرية إضافة إلى مركز البث والإنقاذ في القاهرة. وقال القنصل إن الجانب المصري طلب في مرحلة من مراحل الإنقاذ دفع وحدة إنقاذ تابعة للقوات البحرية المصرية إضافة إلى طائرة عسكرية متخصصة في مجال البحث والإنقاذ خارج المياه الإقليمية السودانية ويؤكد القنصل أنهم وجدوا كل استجابة وتعاون من جهات الاختصاص السودانية دون عوائق في التنسيق حتى إنه لم يضطر لمخاطبة مكتوبة لأية جهة من الجهات في السودان مما يعبر عن درجة التعاون القائم بين البلدين الأمر الذي أسهم في نجاح عملية الإنقاذ للصيادين. وصرح المستشار معتز مصطفى كامل بأنه جرى نقل الصيادين الذين تم إنقاذهم إلى الأراضي المصرية تحت إشراف المستشار أدهم هلال القنصل المصري في بورتسودان وأبان أن قوة أمنية سودانية رافقت الصيادين حتى وصولهم إلى الحدود المصرية السودانية لتستقبلهم قوة من القوات المسلحة المصرية داخل الحدود المصرية. وقال إن البحارة الخمسة والثلاثين جميعهم بحالة صحية ومعنوية جيدة وأجريت الإسعافات اللازمة لاثنين منهم، مشيراً إلى أن القوات الجوية المصرية قامت بتجهيز طائرة نقل عسكرية في مطار (برنيس) لنقل الصيادين إلى وجهتهم.