وصل إلى الأراضي المصرية الصيادون المصريون الذين تم إنقاذهم بعد غرق سفينتهم قبالة السواحل السودانية بعد جهود مكثفة بذلتها الأجهزة الأمنية والرسمية في البلدين. ورافقت قوة أمنية سودانية الصيادين ال(35) حتى وصولهم إلى الحدود المشتركة لتستقبلهم قوة من القوات المسلحة المصرية وهم بحالة صحية ومعنوية جيدة. وخلال هذه المقابلة التي أجرتها (smc) مع المستشار معتز مصطفى كامل القنصل العام لسفارة جمهورية مصر العربية بالخرطوم الثلاثاء 24 يناير كشف القنصل تفاصيل عملية الإنقاذ التي تمت للبحارة المصريين وأنهت معاناة استمرت لمدة (10) أيام. يوضح القنصل المصري بالخرطوم أن مركب الصيد (ياسمين الداش) كانت تمارس الصيد في البحر الأحمر وعلى متنها (35) صياداً قبل أن يتعرض أحد أفراد الطاقم لإصابة في يده قبل عشرة أيام. ونزل الصيادون إلى الأراضي السعودية التي كانوا أقرب إليها لإجراء عملية جراحية لإسعاف الصياد.. بعدها ركب الصيادون على المركب مرة أخرى في طريقهم للمياه الإقليمية المصرية، وكانت الظروف الجوية في ليلة 20-21 يناير بالغة السوء ومما زاد الأمر سوءاً حدوث عطل فني في محركات السفينة لتغرق قبالة المياه الإقليمية السودانية. ولحسن الحظ نجح جميع الصيادين في النزول على زورقي الإنقاذ اللذين كانا على متن المركب وتحديداً أمام منطقة (محمد قول) شرق السودان، نزل في القارب الأول (19) صياداً و(16) على القارب الثاني. وجنح القاربان على جزيرتين متفرقتين في منطقة تنتشر فيها الشعب المرجانية. وأشار القنصل المصري عن إبلاغهم بالحادث عبر مركز البث والإنقاذ التابع للقوات المسلحة المصرية في الساعة الثامنة من يوم 22 يناير. وعلى الفور تم اتصال مباشر مع جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني ووزارة الدفاع إضافة للشرطة بشأن الصيادين ويضيف القنصل: وجدنا كل الاستجابة والتعاون والتقدير للموقف الإنساني الذي يعيشه الصيادون المصريون ويواصل قائلاً: كانت تواجهنا مجموعة من التحديات في ذلك الوقت أولها التحديد الدقيق لموقع مركبي الصيد وبحمد الله أن ذلك تم بالتنسيق مع الجهات المختصة في مصر. والتحدي الثاني ظروف الطقس غير المواتية، الثالث عدم وجود أي وسائل إشارية لدى الصيادين (طلقات إشارة، مشاعل) بحيث يمكن تحديد أماكنهم بسهولة والتحدي الرابع عدم وجود أي وسيلة اتصال مع الصيادين باستثناء أحدهم الذي كان على اتصال مباشر بي مستخدماً هاتف محمول مصري لم يتم التقاط اشارته بسهولة لأنه يعمل خارج الشبكة المصرية إضافة للمخاوف من نفاذ الشحن وبالتالي انقطاع الاتصال. وعبر عن تقديره لسرعة الاستجابة من قبل جهات الاختصاص الأمنية السودانية تقديراً للظرف الإنساني للصيادين الذين ظلوا لمدة (48) ساعة دون أكل أو شرب وسط البرد مما أثر على ظروفهم الصحية والمعنوية. وأوضح أنهم فتحوا اتصال مباشر مع جهاز الأمن والمخابرات في بورتسودان والقوات البحرية وهيئة ميناء بورتسودان لتنظيم عملية الإنقاذ التي تمت بتنسيق واتصال على مدار الساعة مع المخابرات العامة في مصر ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقيادة القوات البحرية إضافة لمركز البث والإنقاذ في القاهرة. وقال القنصل إن الجانب المصري طلب في مرحلة من مراحل الإنقاذ دفع وحدة إنقاذ تابعة للقوات البحرية المصرية إضافة لطائرة عسكرية متخصصة في مجال البحث والإنقاذ خارج المياه الإقليمية السودانية ويؤكد القنصل أنهم وجدوا كل استجابة وتعاون من جهات الاختصاص السودانية دون عوائق في التنسيق حتى أنه لم يضطر لمخاطبة مكتوبة لأي جهة من الجهات في السودان مما يعبر عن درجة التعاون القائم بين البلدين الأمر الذي أسهم في نجاح عملية الإنقاذ للصيادين. وصرح المستشار معتز مصطفى كامل أنه جرى نقل الصيادين الذين تم انقاذهم إلى الأراضي المصرية تحت إشراف المستشار أدهم هلال القنصل المصري في بورتسودان وأبان أن قوة أمنية سودانية رافقت الصيادين حتى وصولهم إلى الحدود المصرية السودانية لتستقبلهم قوة من القوات المسلحة المصرية داخل الحدود المصرية. وقال إن جميع البحارة بحالة صحية ومعنوية جيدة وأجريت الاسعافات اللازمة لاثنين منهما، مشيراً إلى أن القوات الجوية المصرية جهزت طائرة نقل عسكرية في مطار (برنيس) لنقل الصيادين إلى وجهتهم.