{ عودة الفريق الدابي إلى وطنه ليعقد مؤتمرا صحفيا وقد ترك خلفه مهمته ومراقبيه في سوريا يجب أن نقف عندها ونحاول قراءة ما وراءها من إشارات لاسيما أن ضبابية كثيفة تتعرض لها مهمة الرجل وأداء بعثته وقد أعمت هذه الضبابية الكثيرين وبالذات داخل البلاد وهم يتلقون معلوماتهم من القنوات الفضائية وقد خرج علينا الدكتور عصام أحمد البشير وفي خطبة الجمعة بمسجد النور وكأنه يطالب الفريق الدابي ليكذب وكذلك خرج علينا الشيخ محمد عبد الكريم وهو يدعو الفريق الدابي ليطابق تقريره ما تردده القنوات الفضائية والمواقع على الإنترنت وليس الواقع الذي شاهده وكذلك خرج علينا الدكتور الكودة وهو يسير في ذات الطريق وكذلك تنضم إلى هذا الموكب الرابطة الشرعية لعلماء السودان وهي تتبرأ من تقرير الدابي. { تتسع رقعة الضبابية وهي تضلل الرأي العام في السودان كما هو الحال في الوطن العربي وهي تمضي بالجميع نحو اتجاه مغاير للاتجاه الذي يجب أن تمضي نحوه الذي يبدأ بالمطلوب من بعثة المراقبين التي يترأسها الفريق الدابي فهناك من يطالبه بإيقاف العنف وهذه ليست مهمته وهناك من يحمله تصاعد العنف وهذه ليست مهمته وهناك من يطالبه بإدانة النظام السوري وهذه ليست مهمته ولذلك قدم الفريق الدابي إلى وطنه ليتحدث لهم ويوضح لهم الحقيقة كاملة ويخيرهم بين أن يكون موقفه مع الحقيقة أم مع غيرها وأن يكون صادقا أم يكذب ويبيع ضميره ويسير في موكب الغش والمؤامرة وهذا لا يبرئ النظام السوري. { علمت أن الفريق الدابي طالب باجتماع بالعلماء الذين ينتقدونه ولكن ولضيق الوقت التحق بمؤتمره عدد منهم واستمعوا له من داخل المؤتمر الصحفي الذي عقده بالمركز السوداني للخدمات الصحفية وكذلك علمت أنه اتصل بالدكتور عصام أحمد البشير عصر الجمعة ربما بعد ساعتين من تلك الخطبة التي انتقده فيها وأوضح له الحقيقة وأبان له الكثير من الأمور وكل هذا وبما فيه حضوره للسودان أثناء مهمته يحسب للفريق الدابي وأنه رجل وطني يهمه ابتداء الرأي العام في وطنه ولذلك قدم ليطلعه على تفاصيل مهمته وهو يرفض لكل قنوات الدنيا وهي تطارده ليخصها بتصريح أما وسائل الإعلام والعلماء في وطنه فإنه يهاجر إليهم ويخصهم بالحقيقة كاملة. { والحقيقة لا تعني أنها تبرئ النظام السوري وإنما تثبّت عليه الكثير من المآخذ والسلبيات حسب المشاهدات التي يراها المراقبون على الأرض وقد قالوا إنهم شاهدوا المظاهر المسلحة ولكنها بدأت تنسحب وشاهدوا العنف ولكنه بدأ ينحسر وشاهدوا بعض وسائل الإعلام وإن الحرية ليست كاملة لهم وإن هناك قيودا عليهم وإنهم فقط شاهدوا (36) وسيلة إعلامية وشاهدوا مسيرات سلمية لم تتعرض للعنف ومن المعتقلين لم يفرج إلا عن خمسة آلاف من سبعين ألفا وإنهم.. ثم إن التقرير الذي يقدمه الدابي لا يكتبه هو إنما يكتبه المراقبون من مختلف محافظات سوريا وهو وقبل أن يسافر بتقريره يستدعي رؤساء المجموعات ويقرأ عليهم ما يليهم من التقرير ويوقعوا ومن ثم يغادر بتقريره ليقدمه للوزراء العرب ويدافع عنه والجدير بالذكر أن رؤساء المجموعات من السعودية وقطر والإمارات والمغرب والجزائر والسودان والعراق وبقية الدول العربية المشاركة في البعثة. { الموقف الذي عليه الفريق الدابي سيكون هو ذات الموقف لو أن رئاسة البعثة هذه ترأسها من السودانيين الشيخ محمد عبد الكريم أو الدكتور عصام أحمد البشير أو الكودة أو حتى رأستها الرابطة الشرعية فإنه سيكون هذا هو موقفهم وهذا هو تقريرهم لأنهم سودانيون والسودانيون لا يتآمرون على أحد مهما كانت الضغوطات أو الإغراءات ولهذا ما يجب علينا فعله أمام هذه المهام أن نستوثق أولا قبل أن نطلق أحكامنا من داخل المساجد وخطب الجمعة ويجب أن تكون مواقفنا مع الحقيقة حتى وإن كان جزء منها مع المعارضة السورية وطرفها الآخر مع النظام السوري فالحقيقة تتوزع على المواقف ولا يستأثر بها طرف واحد دون الآخرين وهذا ما يشاهده الدابي في سوريا ويشهد به ويصبر على علماء أمته وهو يشفق عليهم لما أصابهم من تضليل وللمرة الألف إن هذا التقرير لا يبرئ النظام السوري ولكنه يبرئ ساحة الدابي أمام ربه وأمته ووطنه وضميره.