} مرت علينا قبل ايام ذكرى رحيل الاستاذ صلاح سعيد، سيف المريخ البتار، والذي كان يمارس المهنية في أبهى وأروع صورها قبل ان يرحل عن عالمنا ودنيانا الفانية مخلفاً الحسرة والألم والفراغ الكبير.. } معرفتي بالاستاذ الراحل كانت لفترة قصيرة وعابرة تأسفت على انها جاءت قبل رحيله بقليل.. وأذكر انني وفي اجازتي السنوية عام 2001 كنت في زيارة للاخ والصديق فائز ديدي بصحيفة المشاهد.. وبالصدفة مر علينا الراحل صلاح سعيد وقام ديدي بتعريفي به وتعريفه بي.. } بمجرد ان علم الراحل بأنني أعمل في صحيفة الصدى التي كانت تصدر من (ريو دي جانيرو) البرازيلية حتى ادار معي حواراً كانت نتيجته ان طلب مني مساعدته في التأكد من ما اذا كان المدرب البرازيلي للمريخ ماركو، حينذاك، مسجلاً في قائمة المدربين بالاتحاد البرازيلي للكرة ام لا..؟!! } وعلى ما اذكر انه كان يكتب باستمرار مشككاً في امكانيات ذلك المدرب ومن باب الحرص على مصالح المريخ، وليس مصالحه الخاصة حرص على متابعة القضية والتأكد منها.. انه المثال النموذجي للصحافي الناجح الحريص على مصلحه ناديه بدون اي نظر لمصالحه الخاصة..!! } استعنت بصديقي عبد الله، المقيم في البرازيل، وقمنا بالاتصال به من الخرطوم وابلغناه بتفاصيل وبيانات المدرب وطلب عبد الله منا مهلة يومين للرد علينا.. وبالفعل قام الاخ الصديق عبد الله بزيارة لمقر اتحاد الكرة البرازيلي واستفاد من اجادته اللغة البرتغالية.. } بعد يومين افادنا الاخ عبد الله بان قادة الاتحاد البرازيلي للكرة أكدوا له ان المدرب المذكور غير مسجل في سجلاتهم ولا هو بالمدرب المعتمد لدى اتحاد الكرة..!! } الراحل المقيم صلاح سعيد وبعدما تأكد من المعلومة قاد حملة قوية طالب خلالها المجلس بضرورة اعفاء المدرب لأنه غير جدير لقيادة المريخ وببساطة فهو غير مؤهل ولا يستحق الدولارات التي يتسلمها من نادي المريخ..!! } الراحل صلاح سعيد تعرض لهجوم مكثف من جانب بعض اصحاب المصالح الذين لا يتعاملون مع المريخ الا من زاوية مصالحهم الخاصة.. وتهكموا عليه واتهموه بالمخرب الذي لا يسعى الا للفتن وهو برئ منها.. } وبعدما وصل التهكم قمته من المعلومة المؤكدة التي وصلته عن طريق صديقي عبد الله خليل المقيم في البرازيل أفشى الراحل صلاح سعيد السر وحكى القصة الكاملة في زاويته الشهيرة اليومية بصحيفة المشاهد.. } أذكر في صباح اليوم الذي نشر فيه الراحل القصة الكاملة في زاويته المقروءة، أن احد المعارف المريخاب ابلغني في الصباح الباكر وأكد لي ان سيف المريخ البتار ذكر قصته المتعلقة بحقيقة المدرب ماركو وسألني عن تفاصيل الرواية..!! } الا رحم الله الاستاذ الرقم صلاح سعيد بقدر ما اعطى للصحافة الرياضية ونادي المريخ الذي عشقه بطريقة مثالية وبمعزل عن تحقيق المصالح الخاصة فكان عنواناً للنطق بالحقيقة لا يعرف التملق ولا التسلق.. } مصلحة المريخ عنده خط أحمر، يمارس النقد على اصوله مع المجلس والاجهزة الفنية واللاعبين.. شعاره في ذلك رفعة المريخ وتقدمه.. } كان سيف المريخ البتار لا يهادن ولا يتراجع.. يقوم بدوره ورسالته على الوجه الأكمل.. لا يعرف (التطبيل) ولا (يتغزل في الاداريين) مهما بلغ شأنهم..!! } اننا بالجد افتقدنا سيف المريخ البتار في زمن الهوان والموالاة والتطبيل والاستعراض لمهارات (كسير التلج) بحثاً ولهثاً خلف تأمين المصالح الخاصة تحت ستار مصلحة المريخ..!! } لعمري فإن الذين يدعون الآن حرصهم على مصالح المريخ هم الأبعد عن ذلك لكن ماذا نقول طالما انه زمن الهوان..؟!! } اللهم ارحم عبدك صلاح سعيد بقدر ما اعطى وأنزله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء.. آميين يا رب العالمين.