أفاقت العاصمة الخرطوم يوم أمس السبت على موجة من الغبار والأتربة بشكل غير معتاد في المناخ طيلة الأيام الماضية، وتوقفت حركة الطيران بمطار الخرطوم مع انخفاض مدى الرؤية إلى 300 متر، وتسببت الأجواء العكرة في خلو معظم شوارع العاصمة والأسواق من المارة، واختار عدد كبير من المواطنين البقاء في منازلهم خصوصاً مرضى الربو والمصابين بأمراض العيون، بينما لجأ آخرون إلى التواجد بالقرب من شواطئ النيل رغم الضباب الذي تكتسي به المناطق القريبة من النهر. ويعرف السودانيون هذا الشهر ب«أم شير» و«شهر الزعابير» كناية عن عواصف الأتربة والغبار التي يشهدها هذا الشهر، ويعد من الشهور القبطية، ويعرفه أكثر نوبيو الشمال لأنه مرتبط لديهم بأشهر الزراعة التي تبدأ منذ أواخر فبراير. ويتوقع مختصون في المناخ أن تشهد الأيام القادمة تغيّرات مناخية كثيرة نسبة لتغير الفصول، وأن السودان يودع فصل الشتاء البارد ويستقبل الصيف الحار. ويرجح هؤلاء أن تنشط الرياح المثيرة للأتربة خلال الأيام العشرة المقبلة، وأوصوا المواطنين بتوخي الحذر والحيطة على صحتهم في مثل هذه الأجواء المتقلبة، بلبس الكمامات الطبية الوقائية والنظارات الهوائية الطبية، وبالفعل شاهدت «الأهرام اليوم» أمس السبت عددًا من الأجانب والمواطنين يلبسون الكمامات والنظارات المظللة. ووصف مدير هيئة الإرصاد الجوي د. عبد الله خيار ظاهرة الرياح والأتربة التي سادت يوم أمس بأنها طبيعية ونتيجة لمرور جبهة هوائية باردة، أدت إلى انخفاض درجات الحرارة بمعدل 6 درجات مع انخفاض مدى الرؤية بمطار الخرطوم الدولي إلى 300 متر الأمر الذي تسبب في توقف الطيران بالمطار والملاحة أمام حركة الملاحة. وعلى شاطئ النيل قبالة الكشافة البحرية، أكد مفوض الكشافة علاء الدين أبو جبل تواجد الفرقة الكشفية في مثل هذه الأجواء للقيام بواجبها في خدمة المجتمع، خاصة وأنه في وجود الأجواء المغبرة تصعب الرؤية وربما تنعدم أحياناً، كما يشتد تلاطم الأمواج بسبب اندفاع الهواء، مشيرا ًفي ذات الاتجاه إلى صعوبة الإبحار وعدم ممارسة الرياضات المائية بطلاقة، وأكد جاهزية فرقة العمليات الكشفية لمساعدة الناس في الشواطئ خاصة في «بيتش بري» وبيتش حلة حمد وجزيرة أم دوم، ومنطقة الجريف، وتقديم المساعدة اللازمة في حال وقوع أي حوادث بالتعاون مع شرطة الدفاع المدني وأمن المسطحات المائية والقوات البحرية وبالتنسيق مع الكشافة الجوية. ودعا المواطنين لتجنب الإبحار أو السباحة على مياه النيل هذه الأيام، تفادياً لخطورة الكوارث التي ربما تحدث بسبب هذه الأتربة والرياح.