أم بدة - محمد عبد الله يعقوب استطاعت محلية أم بدة في السنوات الأخيرة أن تلحق بركب التنمية والعمران بعد أن كانت منطقة تعج بالعشوائيات والمباني الشعبية البسيطة إذ يقطنها جل المواطنين من الطبقة الوسطى والفقيرة بالعاصمة الخرطوم. فأصبحت شوارعها هي الأكثر شباباً وسفلتة وانتظم فيها رجال المرور وحتى وقت قريب لم يكن بها شارع إسفلت سوى المؤدي إلى سوق ليبيا وكان ينتهي عند مدخل السوق. والآن تنعم المحلية بمتنزه عائلي كبير وبه كل الألعاب بالنسبة للأطفال وتم تشجيره بصورة جيدة ليكمل البهجة والحبور في نفوس المواطنين. ولكن بعض أولياء الأمور قالوا ل (الأهرام اليوم) إن هذا المتنزه أصبح نقمة بعد أن ظل يقصده فلذات أكبادهم من طلاب الجامعات والكليات ويقضون جل يومهم فيه بالرغم من عدم وجود أية جامعة أو كلية بهذه المحلية ورموا باللائمة على سلطات المحلية التي تفتح المتنزه صباحاً من أجل تحصيل أعلى الإيرادات عبر بطاقات الدخول المقررة. (الأهرام اليوم) سألت أحد الطلاب فقال إن جميع الطلاب الذين يدخلون المتنزه نهاراً يدخلونه بدعوى الاستذكار غير إن نسبة 80% منهم يودون تبادل أحاديث الغرام مع بعضهم. وضحك عالياً وأردف (هنا الحب مولع جداً). (الأهرام اليوم) رصدت أكثر من جلسة ثنائية لشباب وشابات في مقتبل العمر وكل منهم يحمل دفاتره الجامعية في مناطق متفرقة من المتنزه في جو شاعري وتساءلت: متى يذهب هؤلاء لتلقي المحاضرات؟ المطرب محمد يوسف الكردفاني التقته (الأهرام اليوم) فأشار إلى موضوع آخر بالمحلية لا يقل أهمية حين شكا من عدم وجود إنارة بالمقابر النموذجية الكائنة شمال غرب المحلية وفيها يتم دفن الموتى الآن مردفاً أنه قبل يومين رافق مشيعي أحد أقاربه وعندما وصلوا للمقابر كان لا يستطيع أن يرى أصبع يده بالرغم من أن ميتهم ضمن (22.000) أو يزيدون دفنوا بهذه المقابر. وأضاف أن ضوابط الدفن دقيقة جداً ولكن عدم إضاءة المقابر ليلاً يشكل عائقاً في مواراة الجثامين بصورة إسلامية صحيحة وختم بقوله إن الأمر لا يحتاج لكثير عناء لأن رئاسة المحلية التي استطاعت أن تجعل من أم بدة مدينة متحضرة لن تعجز عن إنارة مقابرها التي قد يدفن فيها كل موظفي المحلية بعد عمر طويل وهو عمل لله عز وجل. وواصلت (الأهرام اليوم) جولتها ودخلت الحلة الجديدة التي نصفها مخطط ومعظمها عشوائي حسب إفادات ساكنيها وهم لا يعلمون ألمحلية أم بدة يتبعون أم لأم درمان ولكنها تحتاج لكل شيء.