{ هل هو الحظ أم سوء الاختيار ذلك الذى يوقع رجلاً ما في الزواج من امرأة (نكدية).. أو يوقع امرأة ما في حبائل رجل (نكدي)؟؟.. وعلينا أولاً- قبل البحث عن تفسير منطقي- أن نؤكد على أن النكد الزوجي ليس بالضرورة صفة قاصرة على النساء.. فكم من رجال بإمكانهم التنكيد على أمة بحالها، والعياذ بالله. ومن ثم يمكننا أن نلقي باللائمة على الحظ وسوء الاختيار معاً، فكلها احتمالات واردة، والقدر وحده هو الذي قرر أن يحول حياة أحد الشريكين إلى جحيم فابتلاه بالآخر. { والنكد لغوياً هو (إثارة الحزن والتعاسة والألم وملء النفس بالأسف والندم)، حسب اجتهادنا الشخصى.. ومن نكد الدنيا على الزوج أن يرى زوجةً نكدية عليه معاشرتها والصبر عليها لأجل الأبناء كونها منحته حق الأبوة والعكس صحيح، فليس من السهل على أي امرأة البقاء في كنف زوج غريب الأطوار يصبغ حياتها بلون الحداد والمداد ويحيل السكن والمودة والرحمة إلى بلاء. { وللعلم فإن أنواع النكد متعددة.. وشريك الحياة النكدي يخترع كل يوم نوعاً جديداً من النكد ليضع شريكه دائماً في موضع الدفاع عن النفس.. فالزوجة التي تجد زوجها قد عاد متأخراً من عمله بعض الشيء على غير العادة (مثلاً) تبدأ في التحقيق معه منذ لحظة دخوله من الباب رافضةً كل الأعذار والمبررات ولا تكلف نفسها في سبيل إيجاد تبريرات مقبولة، فهو في نظرها مجرم يستحق عقوبةً رادعة بالتنكيد عليه طويلاً. وتستميت لأجل ذلك في تفنيد كل دفوعاته وقد تمعن في تصعيد الموقف حتى تعلن عن رغبتها في ترك المنزل والعودة لبيت أهلها لأن هذا الزوج العاق لا يقدرها كما يجب ويكره وجوده معها تحت سقف ٍ واحد..!!!! كل ذلك ما بين الصراخ والدموع، حتى إذا ما تمكن بعد جهدٍ جهيد من ترضيتها وهدأت لبضعة أيام، وتصادفت عودته بعدها إلى المنزل مبكراً ذات يوم مضت في السؤال بكل تهكم عما إذا كان قد تم فصله من العمل دون أن يرد بخاطرها احتمال كونه متوعكاً أو نحو ذلك وغالباً ما تشعره بامتعاضها كونه جاء في غير موعده ليغير برنامجها اليومي المعتاد، فهي في الغالب كانت في طريقها لإحدى التجمعات النسائية الجوفاء لإهدار وقتها على حساب مسئولياتها وأمومتها. { في المقابل.. نجد بعض الأزواج النكديين الذين يظلون يعذبون زوجاتهم لأطول مدة ممكنة ب(النقة) والتقريظ لمجرد أن الواحدة منهن فكرت في شراء ثوب جديد أو تغيير (ستائر) الغرفة.. فهي أسباب كافية ليبدأ فخامته في سرد حكايته الطويلة في الكفاح اليومي مع «رشّة من المّنْ» كونه يمعن في حرمان نفسه من كل شيء بينما تعمل هي على تبديد ماله في أمور فارغة! { وإذا اقتصرنا نكد الزوج على زوجته في ما يتعلق بالبخل المادي والتزمت الشديد والتعامل الجاف وكراهية أهلها وصديقاتها وكثرة الحديث في كل شيء والقسوة على الأبناء، فإننا يمكن أن نورد نكد الزوجات في أمثلة ضافية ترفع النكد إلى أعلى مستوياته وتعطينا - كنساء- درجات أعلى في هذا العلم النادر.. فالنكدية البارعة تنكد على زوجها إذا تأخر.. وإذا تعطر.. وإذا تمنظر على اعتبار أن هناك أخرى بالتأكيد، وقد تمضي قدماً في رحلة البحث عن سبب للنكد فتبدأ في تفتيش ملابسه وأشيائه و(شم) قمصانه والتنقيب في أدراج سيارته وخزانة ملابسه وحتى جواله إن أمكن، سعياً وراء الشرارة الأولى لنشوب الحريق.. حتى أن بعضهن أصبح التنكيد على الأزواج بالنسبة لهن مزاجاً ونوعاً من الإدمان، لا يهدأ لهن بال ما لم يجدن سبباً له، والمؤسف أن عدداً مقدراً من السيدات يعتقد خطأً أن التنكيد المستمر على الرجل يفقده القدرة على التمرد ويحيله إلى قط مستكين.. ولكن للأسف حتى وإن حدث ذلك سيكون على حساب راحة بالك وسعادة أبنائك واستقرارك الأسري.. ثم إنه - يا عزيزتي النكدية- ما من رجلٍ يبقى على حاله، و(الحسنة قطعت شارب الأسد).. ولنا عودة. { تلويح: ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى * عدواً ما من صداقته بد..