اجتهد الاتحاد السوداني بالتعاقد مع شركة كاريزما لإيقاف مافيا التذاكر وإيقاف نزيف أموال الأندية بعد أن فشلت كل المحاولات السابقة في لجم التحايل على المال العام بعد أن أثبتت التجارب السابقة وقوع هذه الأحداث وتم تشكيل عشرات لجان التحقيق دون أن تتوصل إلى قرار حاسم يردع الخارجين عن القانون ويعيد الحق المسلوب للأندية. والعقوبة القاسية والحدود الصارمة هي الحل الوحيد لإيقاف مافيا التذاكر عند حدها والمحافظة على حقوق الأندية والاطمئنان على انسياب مال العشاق لخزائن الأندية. رفضت قمة الكرة السودانية خطوة الاتحاد ليس عن قناعة ولكن في إطار التراشق بين الطرفين على خلفية الخلافات التي اندلعت حول التلفزة والأنصبة وحقوق الأندية من الرعاية وماتت نتيجة هذا الصراع فكرة الأبواب الإليكترونية التي كانت تمثل الحل الناجز لمشاكل التعدي على المال العام والتكسب من خلال التذاكر الورقية. وها هو صوت القمة يعلو في المباراتين الأخيرتين والسبب هو الدخول العالية التي حصلت عليها باستغلال منع التلفزة أو فشل الاتحاد في التوصل لاتفاق حتى الآن مع أية قناة لنقل منافسته الأولى. ولو كانت المباريات الأخيرة متلفزة لما التفت الناديان لحقيقة التسرب أو الفاقد الذي كان مشاهدا عيانا نتيجة للخلاف الكبير بين أرقام الجماهير الموجودة داخل الملعب والدخل الحقيقي الذي تم الإعلان عنه. لسنا من دعاة إطلاق الاتهامات الجزافية ولا نجرم أيا من المسؤولين ولكن بالنظر للتجارب السابقة وإهمال كل الاتحادات حسم الحالات التي كانت مثبتة نجد أنه من حق الأندية أن تتحدث حاليا وبالصوت العالي عن وجود فوارق في الدخل بحيث لا يتناسب عدد الحضور مع المال. وما يعزز هذه الاتهامت هو إصرار الاتحاد على توزيع تذاكر للمباريات ليس عليها فئات محددة فربما يكون الحساب على أنها من فئة الشعب فيما يكون قد بيعت على أنها مقصورة. ومن هذه الثغرات يتسرب التشكيك والطعن في ذمة الجهات المسؤولة لأنها أتاحت الفرصة بهكذا تصرفات للقيل والقال. على إدارة الهلال اختيار عدد من العناصر الأمينة والحريصة على النادي وتكليفها بمراقبة الأبواب في حال لم يوافق الاتحاد على العمل بتذاكر يقوم بطباعتها النادي. ونعتقد أنه من الأسلم للاتحاد والهلال معا أن يتكفل النادي بطباعة التذاكر ويعيد غير المستعملة لخزانته لاستعمالها في مباراة أخرى على أن تطلب من المطبعة بأرقام متسلسلة تمنع التزوير. وما يدعم هذا الاتجاه هو سن الاتحاد السوداني لقرار في الموسم الماضي يؤول بموجبه دخل المباراة لصالح الفريق صاحب الأرض وإذا تم تنفيذ هذا القرار بكلياته نتوقع أن تختفي نغمة مافيا التذاكر ويحصن الاتحاد نفسه من مزالق الاتهامات وينأى بها من القيل والقال. قاهر الظلام!! أوشكت اللجنة العليا لتأبين الفقيد عبد المجيد منصور على الفراغ من أعمالها وأصبحت قريبة من وضع اللمسات الأخيرة لإخراج اليوم بما يليق وما قدمه الراحل المقيم للرياضة والسياسة والعمل الوطني والمصرفي وهو جدير بالاحتفاء والاحتفال فقد كان علما ورمزا ومناضلا وهلاليا صادقا وجمع بين الرياضة والسياسة وكان قبلة للمحتاجين وأصحاب الحاجات معطاء كريما بشوشا متواضعا ظلت داره العامرة ملتقى لأهله وجيرانه ولأهل الهلال جميعا فقد كان مخلصا وصادقا في حب الهلال لا يخشى في سيبله لومة لائم لا يعرف المعارضة والمؤامرات وكان يصدح برأيه الجهير بلا مواربة وبدون حجاب. كان الفقيد شجاعا مقداما جسورا لا يعرف أنصاف الحلول وصاحب فكر متقدم وعقلية جبارة رسم بدقة وخطط بوعي حتى أوصل الهلال لأعلى المراتب بالتعاون مع آخرين. لن تكفي الحروف والكلمات رجلا بقمة قاهر الظلام فقد كان أمة وحده عاش لأجل الإنسانية ومكارم الأخلاق ولأجل القيم النبيلة بطهارة نفس وعفة لسان وسمو أخلاق وروح. كان يختلف على الهلال ولكنه لا يعرف الحسد والغل والحقد والدسائس. وتعرف له سجلات التاريخ أنه أنفق إنفاق من لا يخشى الفقر وباع أملاكه لأجل الهلال ولم يندم يوما على ما فعل. اللهم ارحم عبد المجيد وأسكنه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله إنك ولي ذلك والقادر عليه. وألهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء.. إنا لله وإنا إليه راجعون. ونتمنى أن يتدافع الأهلة لحضور تأبينه المقرر له مساء غد الخميس. اللهم ارحم الزعيم وعبد المجيد.