كل التحايا والتقدير لقلمك الجريء وعمودك المقروء الذي يذهب بنا بعيداً نحو الكثير من المواضيع اليومية التي تهمنا في كل المجالات. وأستميحك عذراً في أن أستعير مساحتك اليوم لأدلو بدلوي في قضية فنية لا يمكن تهميشها أو إغفالها، لأنها سثؤثر على التاريخ الفني في السودان كله. صدر قانون الملكية الفكرية لحق المؤلف والحقوق المجاورة عام 1996 وتم تعديله في عام 3002م بواسطة الأستاذ التجاني حاج موسى أمين عام المصنفات سابقاً وبواسطة وزير الثقافة حينها عبد الباسط عبد الماجد وبموافقة وزيرالعدل، حيث تم التعديل من قبل الإدارة الجماعية.. ونص على أن الشاعر والملحن لهما حق أصيل أما الفنان فله حق مجاور. وتنتهي الحماية القانونية للمؤلف بعد خمسين عاماً من وفاته. وبعد ذلك تصبح أعمالهم حقاً عاماً، مثال لذلك أعمال كرومة ومصطفى بطران وخليل فرح. ومن الفنانين الحاج محمد سرور وعبد الكريم عبدالله مختار وآخرين كانوا أصحاب الساحة الفنية يومها. أما القانون المعمول به في سويسرا والدول العربية المجاورة فالشاعر والملحن والفنان لهم حق أصيل، أما الحماية القانونية فتنتهي بعد خمسة وعشرين عاماً من وفاة المبدع!! ونجد الآن اتحاد المهن الموسيقية تضامناً مع المهن المسرحية قد كونوا مجلساً أسموه (مجلس المهن الموسيقية والمسرحية) وذلك لتفعيل قانون الملكية الفكرية وضبط الشارع الفني. باستخراج رخص للفنانين والمسرحيين لمزاولة نشاطهم. ولكن في حقيقة الأمر نجد أن هذا القانون قد أضر بالبنية الأساسية للغناء في السودان ونلتمس فيه تخبطاً ورأياً غير صائب. وعند تطبيق هذا القانون في عام 1996 ومنع الشباب من ترديد أغاني الكبار أمثال (إبراهيم عوض وعثمان حسين) أدى هذا إلى قطع تواصل الأجيال وإلى ظهور الأغنية الهابطة وانتشارها سريعاً في عام 1997 حيث إن هذا الغناء ليس له شرعية قانونية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يتمكن هذا المجلس الذي تم تكوينه من ضبط الشارع الفني أم ستؤدي قراراته إلى زيادة وانتشار الغناء الهابط؟.. علماً بأن هذا الغناء (الهابط) أصبح جزءاً أصيلاً من الغناء السوداني وله شعبية ولا يستقيم منطقياً تجاوزه، لأن هذا الغناء أصبح إرثاً فنياً. ولكن يمكن تدارك أمر الغناء الهابط ومعالجة الأمر بترك الشباب بالتواصل مع عمالقة الفنانين الكبار. ولو طبق هذا القانون المعدل فعشرة أعوام فقط كفيلة بأن يندثر الفن الرائع ويحل مكانه كل الذي نسمعه ونسميه أغاني (ركشات) ولها أيضاً شعبيتها. أقول هذا وأشكرك على المساحة على أمل أن يجد رأينا هذا أذناً صاغية وعقلاً يفكر بموضوعية. حسين محي الدين الحسين الشرطة الشعبية - محلية جبل أولياء تلويح: شكراً للأخ (حسين).. وهي وجهة نظر تستحق التمعن والتدبر في ما ذهبت إليه، نرفعها للمختصين في مجال الفن والغناء وننتظر التعقيب.