أعربت حكومة جنوب السودان عن استيائها بشأن دور وساطة الاتحاد الأفريقي التي يترأسها الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا ثابو أمبيكي، مطالبة في الوقت ذاته منظمة الإيقاد التدخل في عملية الوساطة بين السودان وجنوب السودان لحل القضايا العالقة. وأرسلت حكومة جنوب السودان وفداً رفيع المستوى إلى نيروبي طلباً لمساعدة الحكومة الكينية في حل الأزمة الحدودية طبقاً لما نقله موقع سودان تربيون. وترأس وفد حكومة الجنوب مدير مكتب سلفاكير إيمانويل لويلا ووزير الإعلام برنابا ماريل بنجامين. فيما أكّد رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينجا حتمية تدخل بلاده لاحتواء الأعمال العدائية بين السودان وجنوب السودان قبل أن تستفحل إلى حرب شاملة. وقال إن حكومته تشعر بالقلق إزاء تصعيد التوتر بين البلدين. وحذر اودينجا خلال لقائه الوفد من مغبة نشوب حرب أخرى واسعة النطاق بين الخرطوم وجوبا وقال إنها ستخلق تحديات أمنية وإنسانية هائلة في المنطقة. في وقت أغلقت فيه الحكومة السودانية الباب أمام أي اتجاه لنقل المفاوضات إلى كينيا، وأكدت مصادر مطلعة ل(الأهرام اليوم) أن السودان لديه ثقة في وساطة الاتحاد الأفريقي برئاسة ثامبو أمبيكي، وقالت المصادر إن مقترح دولة الجنوب يحتاج إلى توافق الطرفين عليه. وأضاف المصدر أن الخرطوم تثق في جهود وساطة أمبيكي إلا إذا كان الطرف الآخر ليس لديه الثقة. ورهن البت في المقترح رسمياً بعد عودة الوفد الحكومي إلى الخرطوم. وفي السياق نقل وزير الإعلام بحكومة الجنوب في مؤتمر صحفي في نيروبي عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الكيني استياء حكومته من الوساطة برمتها فضلاً عن استيائها من تقرير الاتحاد الأفريقي إلى مجلس الأمن الدولي حول الاشتباكات الحدودية التي وقعت مؤخراً. وشدد على تولي منظمة «الإيقاد» للوساطة، حال فشل وساطة الاتحاد الأفريقي في إنجاح العملية. واشتكى بنيامين من عدم تدخل الاتحاد الأفريقي لإدانة الجيش السوداني في قصفه لمناطق بالجنوب على حد قوله. وبدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الاثنين الرئيس عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت للقاء بأسرع وقت ممكن لضمان نتائج سريعة ومثمرة للمفاوضات بين الجانبين التي تنعقد في أديس أبابا.