طالب مجلس الأمن الدولي أمس بإنهاء فوري وكامل وغير مشروط للمواجهات الدائرة بين السودان وجنوب السودان التي قال إنها تهدد بعودة الحرب بين البلدين. وشدد بيان للمجلس على ضرورة سحب جوبا لقواتها من حقل هجليج النفطي. وجاء في البيان أن "أعمال العنف الأخيرة تهدد بعودة البلدين إلى الحرب الشاملة وإزهاق الأرواح بصورة مأساوية والمعاناة وتدمير البنية التحتية وتدمير الاقتصاد وهو الأمر الذي كافح البلدان طويلاً من أجل تجنبه". وأكد مجلس الأمن أن المواجهات بين الخرطوموجوبا تهدد بعودة الحرب بين البلدين ووصف المجلس الوضع بأنه "تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين" وحذر من اتخاذ خطوات تصعيدية إذا لزم الأمر. وقد رحب سفير السودان لدى الأممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان ببيان مجلس الأمن وقال في الوقت نفسه إن التقارير الخاصة بشن السودان غارات جوية على الجنوب تقارير مختلقة. وحذر عثمان من أنه إذا لم يلتزم جنوب السودان بدعوة مجلس الأمن "فإن السودان يحتفظ بحق الدفاع عن النفس وسيطرد قوات الجنوب بل سيضرب الجنوب في العمق". وفي المقابل، قالت اجنيس اوسواها مندوبة جنوب السودان لدى الأممالمتحدة إن جوبا تدعم دعوة الأممالمتحدة لإنهاء القتال ومستعدة للتفاوض مع الخرطوم. لكنها أضافت أن "هذا يمكن أن يحدث فقط إذا حلت القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان على الفور". وأوضحت اوسواها أن جنوب السودان سينسحب من حقل هجليج النفطي "إذا وضعت آلية لضمان عدم استخدام المنطقة لشن مزيد من الهجمات على جنوب السودان وتم نشر قوات دولية محايدة بالمنطقة لحين توصل الشمال والجنوب لتسوية بشان الأراضي المتنازع عليها". في وقت قال فيه الناطق باسم الخارجية العبيد أحمد مروح إن الحكومة ستناهض مساومة أبيي بهجليج، وأكد أنه لا صلة بين القضيتين. وأشار إلى سلامة موقف الحكومة استناداً على قرار محكمة التحكيم الدولية وبرتكول أبيي نفسه الذي يؤكد شمالية أبيي إلى أن يقوم الاستفتاء بشأنها.