تصوير - أنس كشفت الأجهزة الأمنية عن التداعيات التي قادتها لإجراء تفتيش على منزل الفريق رياك مشار نائب رئيس جمهورية جنوب السودان بمنطقة الرياضبالخرطوم، على خلفية معلومات حصلت عليها الأجهزة الأمنية أشارت لوجود خلية من أبناء الجنوب تتخذ من المنزل مكاناً للاجتماع والترتيب لمحاولة تقويض النظام داخل الخرطوم، وأن العملية يمولها رياك مشار بنفسه حسبما ادلت اعترافات المقبوض عليهم داخل المنزل. وأكدت الأجهزة الأمنية صحة تلك المعلومات وخاطبت نيابة أمن الدولة ورفع الأمر لها، فصادقت على إجراء تفتيش داخل المنزل لتنفذه إدارة الاستخبارات. وكشف التفتيش داخل المنزل عن (5) بنادق كلاشنكوف وواحد مدفع ومسدسات لزوم التسليح الشخصي، بجانب وثائق ومستندات وأختام خاصة بشركات وهمية يعملون من خلالها. وأبرز ما تضمنته الوثائق المضبوطة مذكرة مكتوبة بخط اليد مؤرخة في الخامس والعشرين من يناير الماضي، كانت تحدد الأعمال التي سينفذونها داخل العاصمة في مدة أقصاها شهر مايو، بجانب خريطة للهجوم على منطقة هجليج تحدد المحاور الثلاثة التي سيسلكها الجيش الشعبي للاستيلاء على المنطقة وقد نفذت بذات الطريقة التي استولى بها الجيش الشعبي على هجليج، وأشارت الوثائق لمخطط تخريبي كانت تنوي المجموعة تنفيذه داخل العاصمة، وقد ضبطت الشعارات التي أعدوها له. وكشف مصدر مسؤول عن أن المنزل ومنذ مغادرة مشار له ظلت تقيم فيه مجموعة من أبناء جنوب السودان، وراجت حوله معلومات بأن بداخله عملاً تنظيمياً لصالح الحركة الشعبية، مما دعا لأن يكون تحت رقابة الأجهزة الأمنية، وقد اعتقل بداخله نحو (17) شاباً بينهم رئيس المجموعة والمسؤول عن المنزل ويدعى «هاشم مصطفى» الذي أدلى باعترافات ل(لأهرام اليوم) بأنه مسؤول من المكان، وأن المجموعة تقيم معه، وتمويلهم يتم عن طريق الدكتور رياك مشار وعبر وسيط يسمى «ياسر» يعمل بإحدى شركات الطيران، وأنه سيستلم منه الأموال، موضحاً أنه في مساء أمس حضرت إليهم مجموعة نظامية مسلحة وأبرزت له أمر تفتيش صادراً من النيابة، وأخطرته المجموعة بأنهم يريدون تفتيش المنزل فأذن لهم بالدخول، وأنهم وجدوا «بندقيتين» داخل مكتب الدكتور رياك مشار و(3) في إحدى الغرف الأخرى في مخبأ سرى تحت الأرض، بجانب الأزياء العسكرية. وقال «هاشم» - وهو شاب في العشرينيات من عمره - إن هناك مجموعة كانت تقيم بالمنزل قبله وغادرته بعد أيام من استلامه المهام التي كلفه بها الدكتور ويتلقى مقابلها أموالاً. من الوثائق الخطيرة التي تم العثور عليها بمنزل رياك مشار كافة المعلومات والخرائط الخاصة بنفط الشمال باسطوانات مدمجة (cd) توضح كميات ومناطق النفط بالشمال والمناطق المقترحة بكردفان والجزيرة والشمالية وهي المعلومات والدراسات التي اعدتها وزارة النفط وخطوط الانابيب القائمة والمقترحة. وفي السياق نفسه عثرت الأجهزة الأمنية على خطابات قديمة تكشف عن التعامل الذي ستنفذه الحركة الشعبية ضد أبناء الشمال بجنوب السودان، ووصفت وثيقة بأن التجار الشماليين معظمهم يعملون بالأمن السوداني ولابد من محاصرتهم، وشملت تلك الاتهامات حتى التجار الذين رفعوا مذكرة لرئيس حكومة الجنوب عن الأضرار التي لحقت بهم بعد وفاة «قرنق»، حيث قتلوا وأحرقت منازلهم ونهبت أموالهم، وأن يكون التعويض أسوة بما فعلته حكومة الشمال، بيد أن الرد جاء بأنهم «عملاء» يجب إبعادهم. وزادت الوثائق معلومات عن وجود أشخاص يحملون جوازي سفر، أحدهما «سوداني» والآخر «كيني» بجانب بطاقات مختلفة تحمل بعضها صوراً لشخص واحد وأسماء ومهن مختلفة. ويقع منزل رياك مشار بضاحية الرياض بشرق الخرطوم ويعد من أرقى الأحياء بالعاصمة، والمبنى عبارة عن «فيلا» من (3) طوابق بداخلها بدروم ومخابئ سرية