* الحمد لله الذي منّ علينا بالنصر المؤزر. * الحمد لله الذي وحدنا خلف جيشنا، وجمعنا تحت راية الوطن الجميلة دونما سابق ترتيب أو تنظيم. * ما خاب من راهن على أسود القوات المسلحة ومنسوبي القوات النظامية الأخرى ورفاقهم المجاهدين. * لله درهم.. ما أجملهم. * حفظوا ماء الوجه، وردوا للأرض المغتصبة هويتها، ودفعوا مهرها بالدم فبدت كعروس في ليلة زفافها، وتجلت مثل وردة حلوة التفاصيل، ريانة المعاني، جميلة المخبر والمظهر. * عادت هجليج إلى حضن الوطن في يوم بهي لن يغفله التاريخ أبداً لأنه شهد تلاحماً غير مسبوق لأمة السودان التي أكدت أمس أن انتماءها للوطن يستعصي على الاندثار، ويتمرد على الانتماءات الضيقة، ويعلو على التحزبات الصغيرة. * عادت الأرض المغتصبة، وارتفعت (جلالات) إخوان سعاد، وتعالت صيحات النصر بينهم، واحتفلنا بنصرٍ من الله وفتحٍ قريب. * ولا عجب، فقد قدمت القوات المسلحة السودانية عبر تاريخها العامر بالمواقف المشرفة والبطولات النادرة أرتالاً من الشهداء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة ورووا الأرض بدمائهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن وطنهم. * ظل خروج مسيرات الفرح العفوية لسنوات طويلة مرتبطاً بانتصارات فريقي القمة في المراحل المتقدمة للبطولات الأفريقية، ثم عادت أمس لتنفتح بعد طول غياب على الأحداث السياسية والعسكرية بخروج الملايين بطول السودان وعرضه إلى الشوارع فرحاً بتحرير هجليج. * خرجوا يهتفون بملء أفواههم ومن تلقاء أنفسهم. * لم يحشدهم حزب ولا ناشدتهم طائفة. * لا نظمتهم حكومة ولا جندتهم معارضة. * في لحظة واحدة تماهت كل ألوان الطيف السياسي، وتلاقح أنصار الحكومة والمعارضة، وتلاحم المسلمون والمسيحيون، وتوحدوا كلهم تحت راية السودان الأبية فرحاً بنصر الوطن الجميل. * كان جمال المشهد فوق الوصف، وأبلغ من كل المعاجم، وأوفر تعبيراً من كل لغات الأرض. * صلى فرسان الجيش الجمعة في هجليج، وساد الهجيج ربوع الوطن الجميل، أو كما قال مولانا الأستاذ عبد الله المدثر المحامي. * قدمت الحركة الشعبية للسودان أجمل هدية دون أن تدري، وأعادت رتق نسيجه الاجتماعي والسياسي من دون أن تكلف الحكومة فلساً، وجعلت كل أبناء السودان يقفون في خندق واحد مع جيشهم الأبي. * وهي سانحة ينبغي للسلطة أن تهتبلها وتجيد استثمارها لتحولها إلى خانة المصالحة الوطنية بين كل فئات المجتمع السوداني والذي أكد أمس أنه ما يزال بألف خير، وأن أمة السودان الأبية الجميلة تمتلك ما يوحدها، ويقضي على كل عوامل الفرقة فيها. * لفرسان الجيش فيوض الحب والوفاء، وندعو المولى عز وجل أن يجمعنا مع شهدائنا الأماجد في عليين. * المجد والخلود لمن أفرحوا العباد وسروا البلاد باستعادة هجليج الساحرة الغالية من أيدي المعتدين.